العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها

سورة الفاتحة

{سورة الفاتحة}

فضل سورة الفاتحة:

            [4] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله × قال: >رن إبليس أربع رنات: أولهن، يوم لعن، وحين اهبط إلى الأرض، وحين بعث محمد ’ على حين فترة من الرسل، وحين أنزلت أم الكتاب، ونخر نخرتين: حين أكل آدم من الشجرة، وحين اهبط من الجنة<[1] .

            [5] 2- وقال الشيخ الصدوق: أبي & قال: حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه ^ قال: قال رسول الله ’: >من قرأ دبر صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد سبع مرات، وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات، وفاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس سبع مرات، لم ينزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الآخر، فان قال: اللهم اجعلني من أهل الجنة التي حشوها بركة، وعمارها الملائكة، مع نبينا محمد وأبينا إبراهيم، جمع الله بينه وبين محمد وإبراهيم ^ في دار السلام<[2] .

            [6] 3- وقال الشيخ الصدوق: أبي & قال: حدثني محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد عن محمد بن حسان عن إسماعيل بن مهران قال حدثني الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبيه قال : قال أبو عبد الله ×: >اسم الله الأعظم مقطع في أم الكتاب<[3] .

            علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله × قال: >لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجب<[4] .

            [7] 4- احمد بن أبى زياد قال حدثنا فضالة بن أيوب عن اسماعيل بن زياد عن أبى عبد الله الصادق × قال: >كان رسول الله ’ إذا كسل أو أصابته عين أو صداع، بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين، ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجد<[5]

            [8] 5- الحسن بن محمد الطوسي في (الامالي) عن أبيه عن أبي محمد الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن الإمام علي بن محمد عن آبائه ^ قال الصادق ×: >من نالته علة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات، فان ذهبت العلة وإلا فليقرأ [فليقرأها] سبعين مرة وأنا الضامن له العافية<[6] .

            [9] 6- عن سلمة بن محرز عن الصادق × قال: >من لم تبرأه الحمد لم يبرأه شيء<[7] .

            [10] 7- عن محمد بن سنان عن أبى الحسن موسى بن جعفر

عن أبيه ‘ قال: >قال لأبي حنيفة: ماسورة أولها تحميد، وأوسطها إخلاص، وآخرها دعاء؟ فبقى متحيرا، ثم قال: لا أدرى، فقال أبو عبد الله ×: السورة التي أولها تحميد، وأوسطها إخلاص ، و آخرها دعاء: سورة الحمد<[8].

            [11] 8- عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: >سألت أبا عبد الله ×: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}[9] قال : هي سورة الحمد وهى سبع آيات ، منها بسم الله الرحمن الرحيم وإنما سميت المثاني لأنها يثنى في الركعتين<[10]

 

الآية (1)- قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم}

            [12] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن القاسم، قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي ^، قال: قال أمير المؤمنين ×: >إن {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها {بسم الله الرحمن الرحيم}، سمعت رسول الله ’ يقول : إن الله عز وجل قال لي: يا محمد {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم}[11] فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإن الله عز وجل خص محمدا وشرفه بها، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه، ما خلا سليمان ×، فإنه أعطاه منها {بسم الله الرحمن الرحيم}، ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت: {إني ألقي إلي كتاب كريم* إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}[12] ألا فمن قرأها معتقد لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لامرهما، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم ، فإنه غنيمة، لا يذهبن أوانه ، فتبقى في قلوبكم الحسرة<[13]

            [13] 2- قال الشيخ الطوسي &: أخبرني الشيخ & عن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن  أبان عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نحران عن صفوان قال: >صليت خلف أبي عبد الله × أياما، فكان يقرأ فاتحة الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم، فإذا كانت صلاة لا يجهر فيها بالقرأة، جهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخفى ما سوى ذلك<[14] .

            [14] 3- محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: >سألت أبا عبد الله ×: عن السبع المثاني والقرآن العظيم هي الفاتحة؟ قال: نعم، قلت: {بسم الله الرحمن الرحيم} من السبع؟ قال: نعم هي أفضلهن<[15]

            [15] 4- محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن محمد بن حماد بن زيد عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله × عن أبيه × قال: > {بسم الله الرحمن الرحيم} اقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها<[16]

            [16] 5- قال الحسن بن خرزاد وروى عن أبى عبد الله × قال: >إذا أمَّ الرجلُ القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قريب الإمام، فيقول: هل ذكر الله؟ يعني هل قرء {بسم الله الرحمن الرحيم}؟ فان قال: نعم هرب منه، وان قال: لا، ركب عنق الإمام و دلى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلواتهم<[17]

            [17] 6- عن الحسن بن خرزاد قال: >كتبت إلى الصادق × أسئل عن معنى الله فقال: استولى على مادق وجل<[18]

            [18] 7- عن خالد بن مختار قال: >سمعت جعفر بن محمد × يقول: ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله،

فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها، وهى: {بسم الله الرحمن الرحيم} <[19]

            [19] 8- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان قال: >سألت أبا عبد الله × عن تفسير {بسم الله الرحمن الرحيم} قال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وروى بعضهم: الميم ملك الله، والله إله كل شيء، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة<[20]

            [20] 9- قال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله ×: >أنه سئل عن {بسم الله الرحمن الرحيم} فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملك الله، قال: قلت: الله ؟ قال: الألف آلاء الله على خلقه من النعم بولايتنا، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا، قلت: فالهاء؟ فقال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم، قلت: الرحمن؟ قال: بجميع العالم، قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصة<[21]

            [21] 10- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله ×: عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق؟ فقال: >يا هشام الله مشتق من إله، وإله يقتضي مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد، أفهمت يا هشام؟ قال: قلت: زدني، قال: لله تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الاسماء وكلها غيره، يا هشام الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمشروب، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا المتخذين مع الله عز وجل غيره؟ قلت: نعم، فقال: نفعك الله [به] وثبتك يا هشام، قال: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا<[22]

 

 الآية (2)- قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}

            [22] 1- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبد الله × قال: >شكر النعمة اجتناب المحارم، و تمام الشكر قول الرجل: الحمد الله رب العالمين<[23]

            [23] 2- محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله × قال: >قال لي: ما أنعم الله

على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله، إلا أدى شكرها<[24]

            [24] 3- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان قال: >خرج أبو عبد الله × من المسجد، وقد ضاعت دابته، فقال: لئن ردها الله علي لاشكرن الله حق شكره، قال: فما لبث أن أتي بها، فقال: الحمد لله، فقال له قائل: جعلت فداك أليس قلت: لاشكرن الله حق شكر ؟ فقال أبو عبد الله ×: ألم تسمعني قلت: الحمد الله؟<[25]

[25] 4- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي المفسر رضي الله عنه، قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن يسار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ^ قال: >جاء رجل إلى الرضا × فقال: يابن رسول الله ’ أخبرني عن قول الله عز وجل الحمد الله رب العالمين ما تفسيره ؟ فقال : لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه ^: ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين × فقال: أخبرني عن قول الله عزوجل الحمد الله رب العالمين ما تفسيره ؟ فقال : الحمد الله هو ان عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا ، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لانها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم: قولوا الحمد لله على ما انعم به علينا رب العالمين، وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات، أو الحيوانات فهو يقلبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبر كلا منها بمصلحته، وأما الجمادات فهو يمسكها بقدرته، يمسك المتصل منها ان يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره انه بعباده لرؤف رحيم، قال ×: رب العالمين مالكهم وخالقهم وسايق أرزاقهم إليهم من حيث هم يعلمون ومن حيث لا يعلمون، والرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متقى بزايدة، ولا فجور فاجر بناقصة، وبيننا وبينه ستر وهو طالبه، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت، فقال الله جل جلاله: قولوا الحمد الله على ما أنعم به علينا ، وذكرنا به من خبر في كتب الاولين قبل أن نكون ، ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم...<[26]

 

 الآية (3)- قوله تعالى: {الرحمن الرحيم}

            [26] 1- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله × أنه قال: >... الرحمن بجميع خلقه والرحيم

بالمؤمنين خاصة<[27]

 

الآية (4)- قوله تعالى: {مالك يوم الدين}

            [27] 1- عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله ×: > ...{مالك يوم الدين} قال جبرئيل: ما قالها مسلم قط إلا صدقه الله وأهل سماواته<[28]

 

الآية (5)- قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}

            [28] 1- قال الإمام الصادق ×: قال أمير المؤمنين ×: >... فقال رسول الله ’ لأصحابه: قولوا {إياك نعبد} أي نعبد واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: إن الأشياء لا بدو لها وهي دائمة، ولا كما قالت الثنوية: إن النور والظلمة هما المدبران ، ولا كما قال مشركو العرب: إن أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا، ولا ندعو من دونك إلها، كما يقول هؤلاء الكفار، ولا نقول كما قالت اليهود والنصارى إن لك ولدا تعاليت عن ذلك<[29]

            [29] 2- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله × قال: >إن لله عز وجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا الجانب، يعني من المشرق مقدارها من العصر، يعني من المغرب إلى الصلاة الأولى، وأول ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى أن ينفجر الصبح، يقول: إني أنا الله رب العالمين، إني أنا الله العلي العظيم، إني أنا الله العزيز الحكيم، إني أنا الله الغفور الرحيم، إني أنا الله الرحمن الرحيم، إني أنا الله مالك يوم الدين، إني أنا الله لم أزل ولا أزال...<[30]

            [30] 3- عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال: >بعث عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة: أن وجه إلي محمد بن علي بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه، واقض له حوائجه، وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية، فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال ما لهذا إلا محمد بن علي، فكتب إلى صاحب المدينة: أن يحمل محمد بن علي إليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه، فقال: له أبو جعفر × أني شيخ كبير لا أقوى على الخروج، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي، فوجهه إليه فلما قدم على الأموي ازدراه لصغره، وكره أن يجمع بينه وبين القدري، مخافة أن يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدري، فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتها، فقال الأموي لأبي عبد الله ×: انه قد أعيانا أمر هذا القدري، وإنما كتبت إليك لأجمع بينك وبينه، فانه لم يدع عندنا أحدا إلا خصمه، فقال: إن الله يكفيناه، قال: فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله ×: سل عما شئت، فقال له: اقرأ سورة الحمد، قال: فقرأها، وقال الأموي - وأنا معه - : ما في سورة الحمد علينا؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد، حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}، فقال له جعفر ×: قف من تستعين؟ وما حاجتك إلى المعونة ؟ إن الأمر إليك، فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين<[31]

 

الآية (6)- قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}

            [31] 1- عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله × قال: >{اهدنا الصراط المستقيم} يعني أمير المؤمنين ×<[32]

            [32] 2- علي بن ابراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال: >دخلت على أبي عبد الله × في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه، فقال : يا فضيل إنني كثيرا ما أقول: ما على رجل عرّفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا، وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، ...<[33]

            [33] 3- قال الشيخ الصدوق: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب ^ بقم، في رجب سنة تسع وثلثين وثلاث مائة، قال: حدثني أبي عن ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي ^ قال: قال رسول الله ’ لعلي ×: >يا علي أنت حجة الله، وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، يا علي أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وسيد الصديقين، يا علي أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصديق الأكبر، يا علي أنت خليفتي على أمتي، وأنت قاضي ديني، وأنت منجز عداتي، يا علي أنت المظلوم بعدي، يا علي أنت المفارق بعدي، يا علي أنت المحجور بعدي، اشهد الله تعالى ومن حضر من أمتي، أن حزبك حزبي، وحزبي حزب الله، وان حزب أعدائك حزب الشيطان<[34]  

            [34] 4- وقال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن القاسم الاستر آبادي المفسر رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر ^ قال: قال جعفر بن محمد الصادق × في قول الله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} قال: >يقول: ارشدنا إلى الطريق المستقيم، أي ارشدنا للزوم الطريق المؤدى إلى محبتك، والمبلغ دينك، والمانع من أن نتبع أهوائنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك<[35] .

            [35] 5- وقال الشيخ الصدوق: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال: أخبرنا أبو جعفر احمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن المفضل بن عمر قال: >سألت أبا عبد الله × عن الصراط، فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل، وهما صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة، وأما الصراط الذي في الدنيا فهو: الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه، مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة، فتردى في نار جهنم<[36] .

            [36] 6- وقال الشيخ الصدوق: حدثنا أبي & قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، [عن عبد الله بن الصلت] عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن عبيد الله [بن] الحلبي، عن أبي عبد الله × قال: >الصراط المستقيم أمير المؤمنين علي ×<[37] .

            [37] 7- وقال الشيخ الصدوق: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم & قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل : {اهدنا الصراط المستقيم} قال: >هو أمير المؤمنين × ومعرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين × قوله عز وجل: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}[38] وهو أمير المؤمنين × في أم الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم}<[39].

 

الآية (7)- قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

            [38] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثنا علوان بن محمد، قال: حدثنا حنان بن سدير، عن جعفر بن محمد ‘ قال: >قول الله عز وجل في الحمد: {صراط الذين أنعمت عليهم} يعني محمدا وذريته صلوات الله عليهم<[40] .

            [39] 2- قال علي بن إبراهيم القمي: حدثني عن ابن أبي عمير عن ابن أذينه عن أبي عبد الله × قال: >المغضوب عليهم النصاب، والضالين الشكاك والذين لا يعرفون الإمام<[41]

            [40] 3- عن الباقران ‘:> {اهدنا الصراط المستقيم} قالا: دين الله الذي نزل به جبرئيل على محمد، {صراط الذين أنعمت عليهم} فهديتهم بالإسلام وبولاية علي بن ابي طالب ×، ولم تغضب عليهم، ولم يضلوا، {المغضوب عليهم} اليهود والنصارى والشكاك، الذين لا يعرفون إمامة أمير المؤمنين، والضالين عن إمامة علي بن أبي طالب<[42] .

            [41] 4- قال المجلسي &: الخبر المروي عن المفضل بن عمر في التوحيد، المشتهر بالاهليلجة، حدثني محرز بن سعيد النحوي بدمشق، قال: حدثني محمد بن أبي مسهر بالرملة، عن أبيه، عن جده، قال: كتب المفضل بن عمر الجعفي إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق × يُعلمه أن أقواما ظهروا من أهل هذه الملة يجحدون الربوبية ، ويجادلون على ذلك، فمما أجابه به الامام × في حديث طويل الذيل قائلا: >... وأما الغضب فهو منا إذا غضبنا تغيرت طبائعنا وترتعد أحيانا مفاصلنا و حالت ألواننا، ثم نجيئ من بعد ذلك بالعقوبات فسمي غضبا، فهذا كلام الناس المعروف، والغضب شيئان: أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب: فهو منفي عن الله جل جلاله، وكذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة عز وجل، لا شبيه له ولا مثل<[43] .

            [42] 5- عن معوية بن وهب قال: >سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ؟ قال: هم اليهود

والنصارى<[44]

            [43] 6- عن محمد بن مسلم قال : >سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}[45] فقال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول، قال: وقال رسول الله ’: إن الله من علي بفاتحة الكتاب من كنز الجنة فيها: {بسم الله الرحمن الرحيم} الآية التي يقول فيها: {وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا}[46] و{الحمد لله رب العالمين} دعوى أهل الجنة حين شكروا لله حسن الثواب، و {مالك يوم الدين} قال جبرئيل: ما قالها مسلم قط إلا صدقه الله وأهل سمواته، {إياك نعبد} إخلاص العبادة، و {إياك نستعين} أفضل ما طلب به العباد حوائجهم، {اهدنا الصراط المستقيم} صراط الأنبياء وهم الذين انعم الله عليهم، {غير المغضوب عليهم} اليهود، {وغير الضالين} النصارى<[47].

            [44] 7- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا محمد بن القاسم المفسر الاستر آبادي رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلى بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ^ قال: قال رسول الله ’: >قال الله عز وجل: قسمت فاتحه الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سال إذا قال العبد: {بسم الله الرحمن الرحيم} قال الله جل جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق علي آن اتمم له أموره، وأبارك له في أحواله، فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله جل جلاله : حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي، وان البلايا التي دفعت عنه فبطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وادفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا، فإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم أشهدكم لاوفرن من رحمتي حظه، ولاجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله جل جلاله: أشهدكم كما اعترف إني أنا مالك يوم الدين لاسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تجاوزن عن سيئاته، فإذا قال: {إياك نعبد} قال الله عز وجل: صدق عبدي إياي يعبد، أشهدكم لاثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فإذا قال : {وإياك نستعين} قال الله عز وجل: بي استعان عبدي والتجأ إلي، أشهدكم لاعيننه على أمره، ولاغيثنه في شدائده، ولاخذن بيده يوم نوائبه، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخر السورة، قال الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سال فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمّل، وآمنته مما منه وجل، قال: وقيل لأمير المؤمنين ×: يا أمير المؤمنين اخبرنا عن {بسم الله الرحمن الرحيم} أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال: نعم: كان رسول الله ’ يقرأها ويعدها آيه منها، ويقول: فاتحه الكتاب هي السبع المثاني<[48] .

            [45] 8- قال علي بن إبراهيم القمي &: وحدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر ابن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد الله× في قوله: > {الحمد لله} قال: الشكر لله، في قوله: {رب العالمين} قال: خلق المخلوقين، {الرحمن} بجميع خلقه، {الرحيم} بالمؤمنين خاصة، {مالك يوم الدين} قال: يوم الحساب، والدليل على ذلك قوله: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين}[49] يعنى يوم الحساب، {إياك نعبد} مخاطبة الله عز وجل {وإياك نستعين} مثله، {اهدنا الصراط المستقيم} قال: الطريق ومعرفة الإمام<[50]



[1] - الخصال ص263 الحديث141 .

[2] - ثواب الاعمال ص38 .

[3] - ثواب الاعمال ص104 .

[4] - الكافي ج2 ص623 الحديث16 ، الوسائل ج4 ص873 الحديث1 .

[5] - طب الائمة ص39، الوسائل ج4 ص874 الحديث4 .

[6] - امالي الطوسي ص284 الحديث553/91 ، الوسائل ج4 ص874 الحديث 7815 / 7 .

[7] - الوسائل ج4 ص875 الحديث 9 .

[8] - تفسير العياشي جج1 ص19 الحديث2 .

[9] - الحجر / 87 .

[10] - تفسير العياشي جج1 ص19 الحديث3 .

[11] - الحجر / 87 .

[12] - النمل / 29- 30 .

[13] - أمالي الصدوق ص240 الحديث 255 / 3 .

[14] - الاستبصار ج1 ص310 الحديث1154 / 1 .

[15] - تهذيب الاحكام ج2 ص289 الحديث1157/ 13 .

[16] - تهذيب الاحكام ج2 ص289 الحديث15 .

[17] - تفسير العياشي ج1 ص20 الحديث7 .

[18] - تفسير العياشي ج1 ص21 الحديث15 ، ولكن رواه البرقي في المحاسن ج1 ص238 الحديث212 عن الامام الكاظم عليه السلام أنه سئل عن قول الله (الرحمن على العرش استوى) فقال: استولى على ما دق وجل، ورواه الكليني في كافي ج1 ص114 الحديث3 .

[19] - تفسير العياشي ج1 ص21 الحديث16 .

[20] - المحاسن ج1 ص238 الحديث213 ، الكافي ج1 ص114 الحديث1، تفسير العياشي ج1 ص22 الحديث18 .

[21] - معاني الاخبار ص3 الحديث2 .

[22] - الكافي ج1 ص114 الحديث2 .

[23] - الكافي ج2 ص95 الحديث10 .

[24] - الكافي ج2 ص96 الحديث14 .

[25] - الكافي ج2 ص97 الحديث18 .

[26] - علل الشرائع ج2 ص416 الحديث3 .

[27] - المحاسن ج1 ص238 الحديث213 ، الكافي ج1 ص114 الحديث1، تفسير العياشي ج1 ص22 الحديث18 .

[28] - تفسير العياشي ج1 ص22 الحديث17 .

[29] - الاحتجاج ج1 ص24 .

[30] - الكافي ج2 ص515 الحديث1 .

[31] - تفسير العياشي ج1 ص23 الحديث24 ، البحار ج5 ص55 الحديث98 .

[32] - تفسير العياشي ج1 ص24 الحديث25 ، البحار ج89 ص240 الحديث45 .

[33] - الكافي ج2 ص246 الحديث5 .

[34] - عيون اخبار الرضا ج1 ص9 الحديث13 .

[35] - عيون اخبار الرضا ج2 ص273 الحديث65 .

[36] - معاني الاخبار ص32 الحديث 1 .

[37] - معاني الاخبار ص32 الحديث 2 .

[38] - الزخرف / 4 .

[39] - معاني الاخبار ص32 الحديث 3 .

[40] - معاني الاخبار ص36 الحديث7 ، تفسير الفرات الكوفي ص51 ، تفسير نور الثقلين ج1 ص23 الحديث101 .

[41] - تفسير القمي ج1 ص29 ، البحار ج89 ص230 الحديث7 .

[42] مناقب آل أبي طالب ج2 ص271 .

[43] - البحار ج3 ص192، أقول الرواية طويلة جدا ذكرها العلامة المجلسي في هذا الجزء ص152 ولكننا أخذنا منها موضع الحاجة الذي هو في ص192 ، تفسير نور الثقلين ج1 ص24 الحديث105 .

[44] - تفسير العياشي ج1 ص24 الحديث27 .

[45] - الحجر / 87 .

[46] - الاسراء / 46 .

[47] - تفسير العياشي ج1 ص22 الحديث17 ، البحار ج89  ص238 الحديث40 .

[48] - عيون اخبار الرضا ج2 ص269 الحديث59 ، أمالي الصدوق ص239 الحديث253/ 1 .

[49] - الصافات / 20 .

[50] - تفسير القمي ج1 ص28 ، البحار ج89 ص229 الحديث5 .