المقدمة

بسم الله ربّ الأرباب والصلاة والسلام

علی محمدٍ وآله الأطیاب، شفعائنا یوم الحساب.

وبعد: إجابة لطلب ولدنا البار فضیلة الشیخ علی الطرفي قد عزمت متكلاً علی الله تعالی أن اقدّم بعض مانظمته من الشعر الشعبيّ إلیه لیقوم بعباء النشر راجیاً لي وله التوفیق.

وقد نظمت بشتی الألوان والاوزال في جمیع النواحي منه، من مدح ورثاء وغیر ذلك وسبق طبع الجزء الأوّل منه، وهو ما یخصّ ملحمة الطف، وقد صدر إلی الأسواق واستقبله عشّاق الأدب بحرارة بالغة وتقدیر. وهكذا الجزء الثاني في رثاء المعصومین علیهم السلام.

وها هو  الجزء الثالث، وقد ضمّ بین دفّتیه ما یرتاح إلیه القاریء والسامع وهو في موالید الرسول الأعظم |، والزهراء والأئمّة الطاهرین صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین، وما یرتبط بواقعنا الإسلامي الذي نعیشه ونحن علی احرّ من الجمر، والحقته بعض القصائد الاجتماعیة المنظومة في المجالات الدینیة الاخری لیكون نموذجاً للأدب الشعبي العراقيّ.

ثمّ أنّ المرجو من أخواني الشعراء والأدباء الشعبیّین أن یتسامحوا فیما یرونه من هفوة في الكلام وركة في اللفظ وضیق في القافیة وزحاف في الوزن وما أشبه ذلك لأنّي والحق یقال لم أكمن من الممتهنین لهذه الصناعة ولا من فوارس هذا المیدان ولا ممن لهم الید الطولي في هذا الفن، ولكن الّذي جعلني اسلك هذا الدرب المشرّف هو:

أوّلاً: الموهبة التي وهبني الله تعالی ایّاها وهي الشاعریّة.

ثانیاً: عقیدتي التي توجب عليّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظنّي بأنّ هذا الطریق ـ أعني طریق الشعر ـ هو أوقع في النفوس لما فیه من تحرّك للمشاعر وتهیّج للعواطف.

ثالثاً: حبّي لأجدادي الطاهرین الّذین اذهب الله عنهم الرجس وتأثّري علیهم لما لاقوه من محن في سبیل الأعلاء كلمة الله تعالی واسعاد البشریة التائهة جمعاء.

وأنّ قیامي بهذه الخدمة الوجیزة لیس الّا جزء یسیرا من الواجب الملقی علی عاتق كل فردٍ منّا، فقد جاء في الحدیث الشریف عن النبيّ الكریم | (كلّكم راعٍ كلّكم مسئول).

ولا أرتجی من عملي هذا سوی الغفران من الله تعالی (إلیه یسعد الكلم الطیّب والعمل الصالح یرفعه) فمنه التوفیق وعلیه التكلان وإلیه المصیر.

(العلوي)