العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها

من آیة 1 الی 30

سورة (البقرة)

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل سورة البقرة:

            [46] 1- قال الشيخ الصدوق &: حدثني محمد بن الحسن قال حدثني محمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن محمد بن حسان عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله × قال: >من قرأ البقرة وآل عمران جاء يوم القيامة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين، أو مثل الغيابتين<[1] .

 

الآية (1-3)- قوله تعالى: {الم* ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}

            [47] 1- قال الشيخ الصدوق &: أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي على يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا معاذ بن المثنى العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن السعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ^: >يابن رسول الله ما معنى قول الله عز وجل: {الم} ...؟ قال ×: أما {الم} في أول البقرة فمعناه: أنا الله الملك، وأما {الم} في أول آل عمران فمعناه: أنا الله المجيد...<[2]

            [48] 2- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبى عبد الله × قال: > {الم} هو حرف من حروف اسم الله الأعظم، المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي ’ والإمام، فإذا دعا به أجيب، {ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين} قال: بيان لشيعتنا، {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} قال: مما علمنا هم ينبؤون، ومما علمناهم من القرآن يتلون<[3]

            [49] 3- قال الإمام الصادق ×: >ثم الإلف حرف من حروف قولك: الله، دل بالألف على قولك: الله، ودل باللام على قولك: الملك العظيم، القاهر للخلق أجمعين، ودل بالميم على أنه المجيد الكريم المحمود في كل أفعاله ... قال: فلما بعث الله محمدا ’ - وأظهره بمكة، وسيره منها إلى المدينة وأظهره بها - أنزل عليه الكتاب، وجعل افتتاح سورته الكبرى ب‍ {الم} يعني {الم ذلك الكتاب} وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت به أنبيائي السالفين، أني س‍أنزله عليك يا محمد، {لا ريب فيه}<[4]

            [50] 4- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد، عن داود ابن كثير الرقي، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب} قال: >من أقر بقيام القائم × أنه حق<[5]

            [51] 5- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا علي بن أحمد بن موسى &، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم قال: >سألت الصادق جعفر بن محمد × عن قول الله عز وجل: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب} فقال: المتقون: شيعة علي ×، والغيب: فهو الحجة الغائب، وشاهد ذلك قول الله عز وجل: {ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين}[6] فأخبر عز وجل أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة، وتصديق ذلك قول الله عز وجل: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية}[7] يعني حجة<[8]

            [52] 6- روى عن مولانا الصادق ×: >إن المراد بالغيب هنا ثلاثة أشياء: يوم قيام القائم ويوم الكرة ويوم القيامة من آمن بها فقد آمن بالغيب<[9]

[53] 7- قال أبو الحسن علي بن ابراهيم حدثني ابي عن يحيى بن ابن عمران عن يونس عن سعدان بن مسلم عن ابي بصير عن ابي عبد الله × قال: >الكتاب علي × {لا شك فيه هدى للمتقين} قال بيان لشيعتنا قوله: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} قال مما علمناهم ينبئون ومما علمناهم من القرآن يتلون، وقال: {الم} هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المتقطع في القرآن الذي خوطب به النبي ’ والامام فإذا دعا به اجيب والهداية في كتاب الله على وجوه اربعة فمنها ما هو للبيان للذين {يؤمنون بالغيب} قال: يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد، والإيمان في كتاب الله على أربعة أوجه: فمنه إقرار باللسان قد سماه الله إيمانا، ومنه تصديق بالقلب([10])، ومنه الأداء، ومنه التأييد.

فأما الإيمان الذي هو إقرار باللسان، وقد سماه الله تبارك وتعالى إيمانا، و نادى أهله به فقوله: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا* وإن منكم لمن ليبطئن فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا* ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم يكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما}[11] فقال الصادق ×: لو أن هذه الكلمة قالها أهل الشرق وأهل الغرب لكانوا بها خارجين من الإيمان، ولكن قد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم، وقوله: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله}[12] فقد سماهم مؤمنين بإقرار اللسان، ثم قال لهم: صدقوا .

وأما الإيمان الذي هو التصديق فقوله: {الذين آمنوا وكانوا يتقون* لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}[13] يعني صدقوا، وقوله: {لن نؤمن لك حتى نرى الله}[14] أي لا نصدقك، وقوله: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا} أي يا أيها الذين أقروا صدقوا، فالإيمان الخفي هو التصديق، وللتصديق شروط لا يتم التصديق إلا بها، وقوله: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}[15] فمن أقام هذه الشروط فهو مؤمن مصدق.

وأما الإيمان الذي هو الأداء: فهو قوله لما حول الله قبلة رسوله إلى الكعبة، قال أصحاب رسول الله ’: يا رسول الله فصلاتنا إلى بيت المقدس بطلت؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}[16] فسمى الصلاة إيمانا.

والوجه الرابع من الإيمان: هو التأييد، الذي جعله الله في قلوب المؤمنين من روح الإيمان، فقال: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}[17]، والدليل على ذلك قوله ’: لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن، يفارقه روح الإيمان[18] مادام على بطنها[19]، فإذا قام عاد إليه، قيل: وما الذي يفارقه؟ قال: الذي يدعه في قلبه، ثم قال ×: ما من قلب إلا وله أذنان على أحدهما ملك مرشد، وعلى الآخر شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره[20] .

ومن الإيمان ما قد ذكره الله في القرآن، خبيث وطيب فقال: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}[21] ومنهم من يكون مؤمنا مصدقا ولكنه يلبس إيمانه بظلم، وهو قوله: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}[22] فمن كان مؤمنا ثم دخل في المعاصي التي نهى الله عنها فقد لبس إيمانه بظلم، فلا ينفعه الإيمان حتى يتوب إلى الله من الظلم الذي لبس إيمانه حتى يخلص الله إيمانه، فهذه وجوه الإيمان في كتاب الله<[23]

 

الآية (4)- قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون}

            [54] 1- عن حماد بن عمر والنصيبي، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله × عن  آبائه ^، عن النبي ’ قال: قال لعلي ×: >يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عنى، فقال له علي: يا رسول الله أوص، فكان في وصيته أن قال: إن اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فان الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط...<[24]

            [55] 2- عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله ×: >لم يقسم الله بين الناس شيئا أقل من خمس، اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والذي يكمل هذا كله العقل<[25].

            [56] 3- أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي أبو عبد الله ×: >يا أخا جعف إن الإيمان أفضل من الإسلام وإن اليقين أفضل من الإيمان وما من شيء أعز من اليقين<[26]

            [57] 4- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: >إن رسول الله ’ صلى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه، مصفرا لونه، قد نحف جسمه، و غارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله ’: كيف أصبحت يا فلان ؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقنا، فعجب رسول الله ’ من قوله وقال: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني، وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد نصب للحساب، وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة، يتنعمون في الجنة، ويتعارفون، وعلى الأرائك متكئون، وكأني أنظر إلى أهل النار، وهم فيها معذبون، مصطرخون، وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال رسول الله ’ لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان، ثم قال له: الزم ما أنت عليه، فقال الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله ’، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي ’ فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر<[27] .

 

الآية (6)- قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}

            [58] 1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن يزيد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله × قال: >قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه: فمنها كفر الجحود، والجحود على وجهين، والكفر بترك ما أمر الله، وكفر البراءة، وكفر النعم، فأما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية، وهو قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا نار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم: الدهرية، وهم الذين يقولون: {وما يهلكنا إلا الدهر}[28] وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تثبت منهم، ولا تحقيق لشيء مما يقولون، قال الله عز وجل: {إن هم إلا يظنون}[29]، أن ذلك كما يقولون، وقال: {إن الذين كفروا سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} يعني بتوحيد الله تعالى فهذا أحد وجوه الكفر.

            وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو: أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق، قد استقر عنده وقد قال الله عز وجل: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}[30] وقال الله عز وجل: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}[31] فهذا تفسير وجهي الجحود .

            والوجه الثالث من الكفر: كفر النعم، وذلك قوله تعالى يحكي قول سليمان ×: {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم}[32]، وقال: {لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}[33] وقال: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}[34].

            والوجه الرابع من الكفر: ترك ما أمر الله عز وجل به، وهو قول الله عز وجل: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم}[35] فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل به، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم، ولم ينفعهم عنده، فقال: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}[36] .

            والوجه الخامس من الكفر: كفر البراءة، وذلك قوله عز وجل يحكي قول إبراهيم ×: {كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}[37] يعني تبرأنا منكم، وقال يذكر إبليس وتبرئته من أوليائه من الإنس يوم القيامة: {إني كفرت بما أشركتموني من قبل}[38]، وقال: {إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا}[39] يعني يتبرأ بعضكم من بعض<[40] .

 

الآية (7)- قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم}

            [59] 1- قال الإمام الصادق ×: >إن رسول الله ’ لما أظهر لليهود ولجماعة من المنافقين المعجزات فقابلوها بالكفر، أخبر الله عز وجل عنهم: بأنه جل ذكره ختم على قلوبهم وعلى سمعهم ختما يكون علامة لملائكته المقربين، القراء لما في اللوح المحفوظ من أخبار هؤلاء المكذبين المذكورين فيه أحوالهم، حتى إذا نظروا إلى أحوالهم وقلوبهم وأسماعهم وأبصارهم، وشاهدوا ما هناك من ختم الله عز وجل عليها، ازدادوا بالله معرفة، وبعلمه بما يكون قبل أن يكون يقينا، حتى إذا شاهدوا هؤلاء المختوم عليهم وعلى جوارحهم، يخبرون على ما قرؤوا من اللوح المحفوظ، وشاهدوه في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم، ازدادوا بعلم الله عز وجل بالغائبات يقينا.

            قال: فقالوا: يا رسول الله فهل في عباد الله من يشاهد هذا الختم كما تشاهده الملائكة؟

            فقال رسول ’: بلى محمد رسول الله شاهده بإشهاد الله تعالى له، ويشاهده من أمته أطوعهم لله عز وجل، وأشدهم جدا في طاعة الله عز وجل وأفضلهم في دين الله عز وجل.

            فقالوا: بينه يا رسول الله، وكل منهم يتمنى أن يكون هو.

            فقال رسول الله ’: دعوه يكن ممن شاء الله، فليس الجلالة في المراتب عند الله عز وجل بالتمني ولا بالتظني ولا بالاقتراح، ولكنه فضل من الله عز وجل على من يشاء، يوفقه للأعمال الصالحة يكرمه بها، فيبلغه أفضل الدرجات وأفضل المراتب، إن الله تعالى سيكرم بذلك من يريكموه في غد، فجدوا في الاعمال الصالحة، فمن وفقه الله لما يوجب عظيم كرامته عليه، فلله عليه في ذلك الفضل العظيم.

            قال ×: فلما أصبح رسول الله ’ وغص مجلسه بأهله، وقد جد بالأمس كل من خيارهم في خيار عمله وإحسانه إلى ربه، قدمه يرجو أن يكون هو ذلك الخير الأفضل، فقالوا: يا رسول الله ’ من هذا عرفناه بصفته، إن لم تنص لنا على اسمه؟

            فقال رسول الله ’: هذا الجامع للمكارم، الحاوي للفضائل، المشتمل على الجميل، قاض عن أخيه دينا مجحفا إلى غريم سغب، غاضب لله تعالى، قاتل لغضبه ذاك عدو الله، مستحي من مؤمن معرضا عنه بخجلة، مكايدا في ذلك الشيطان الرجيم، حتى أخزاه الله عنه، ووقى بنفسه نفس عبد الله مؤمن حتى أنقذه من الهلكة.

            ثم قال رسول الله ’: أيكم قضى البارحة ألف درهم وسبعمائة درهم؟ فقال علي بن أبي طالب ×: أنا يا رسول الله.

            فقال رسول الله ’: يا علي فحدث إخوانك المؤمنين كيف كانت قصته، أصدّقك لتصديق الله إياك، فهذا الروح الأمين أخبرني عن الله تعالى أنه قد هذبك عن القبيح كله، ونزهك عن المساوي بأجمعها، وخصك بالفضائل من أشرفها وأفضلها، لا يتهمك إلا من كفر به وأخطأ حظ نفسه.

            فقال علي ×: مررت البارحة بفلان بن فلان المؤمن، فوجدت فلانا وأنا أتهمه بالنفاق، وقد لازمه وضيق عليه، فناداني المؤمن: يا أخا رسول الله، وكشاف الكرب عن وجه رسول الله، وقامع أعدائه عن حبيبه، أغثني واكشف كربتي ونجني من غمي، سل غريمي هذا لعله يجيبك ويؤجلني فإني معسر.

            فقلت له: الله، إنك لمعسر؟

            فقال: يا أخا رسول الله ’ لان كنت أستحل الكذب فلا تأمنني على يميني أيضا، فإني معسر وفي قولي هذا صادق، وأوقر الله واجله أن أحلف به صادقا أو كاذبا.

            فأقبلت على الرجل فقلت: إني لأجل نفسي عن أن يكون لهذا علي يد، وأجلك أيضا عن أن يكون له عليك يد أو منة، وأسأل مالك الملك الذي لا يؤنف من سؤاله، ولا يستحيي من التعرض لثوابه، ثم قلت: اللهم بحق محمد وآله الطيبين لما قضيت عن عبدك هذا، هذا الدين، فرأيت أبواب السماء تنادي أملاكها: يا أبا الحسن مر هذا العبد يضرب بيده إلى ما شاء مما بين يديه من حجر ومدر وحصاة وتراب يستحيل في يده ذهبا، ثم يقضي منه دينه، ويجعل ما يبقى نفقته، وبضاعته التي يسد بها فاقته، ويمون بها عياله.

            فقلت: يا عبد الله، قد أذن الله بقضاء دينك، وإيسارك بعد فقرك، اضرب بيدك إلى ما تشاء مما أمامك فتناوله، فإن الله يحوله في يدك ذهبا إبريزا، فتناول أحجارا، ثم مدرا، فانقلبت له ذهبا أحمر، ثم قلت له: افصل له منها قدر دينه فأعطه، ففعل، قلت: فالباقي لك رزق ساقه الله تعالى إليك، فكان الذي قضاه من دينه ألفا وسبعمائة درهم، وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم، فهو من أيسر أهل المدينة.

            ثم قال رسول الله ’: إن الله يعلم من الحساب ما لا يبلغه عقول الخلق، إنه يضرب ألفا وسبعمائة في ألف وسبعمائة، ثم ما ارتفع من ذلك في مثله، إلى أن يفعل ذلك ألف مرة، ثم آخر ما يرتفع من ذلك عدد ما يهبه الله لك في الجنة من القصور، قصر من ذهب، وقصر من فضة، وقصر من لؤلؤ، وقصر من زبرجد، وقصر من جوهر، وقصر من نور رب العزة، وأضعاف ذلك من العبيد والخدم والخيل والنجب، تطير بين سماء الجنة وأرضها.

            فقال علي ×: حمدا لربي وشكرا .

            قال رسول الله ’: وهذا العدد فهو عدد من يدخلهم الجنة، ويرضى عنهم لمحبتهم لك، و أضعاف هذا العدد من يدخلهم النار، من الشياطين من الجن والإنس، ببغضهم لك، ووقيعتهم فيك، وتنقيصهم إياك .

            ثم قال رسول الله ’: أيكم قتل البارحة رجلا غضبا لله ولرسوله؟

            فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أنا، وسيأتيكم الخصوم الآن.

            فقال رسول الله ’: حدث إخوانك المؤمنين القصة.

            فقال علي ×: كنت في منزلي إذ سمعت رجلين خارج داري يتدارءان فدخلا إلي، فإذا فلان اليهودي وفلان رجل معروف في الأنصار، فقال اليهودي: يا أبا الحسن اعلم أنه قد بدت لي مع هذا حكومة، فاحتكمنا إلى محمد صاحبكم فقضى لي عليه، فهو يقول: لست أرضى بقضائه فقد حاف ومال وليكن بيني وبينك كعب بن الاشرف، فأبيت عليه، فقال: أفترضى بعلي؟ فقلت: نعم، فها هو قد جاء بي إليك، فقلت لصاحبه: أكما يقول؟ قال: نعم، ثم قلت: أعد علي الحديث، فأعاد كما قال اليهودي، ثم قال لي: يا علي فاقض بيننا بالحق، فقمت أدخل منزلي، فقال الرجل: إلى أين؟ قلت: أدخل آتيك بما به أحكم بالحكم العدل، فدخلت واشتملت على سيفي وضربته على حبل عاتقه، فلو كان جبلا لقددته فوقع رأسه بين يديه . 

            فلما فرغ علي × من حديثه جاء أهل ذلك الرجل بالرجل المقتول، و قالوا: هذا ابن عمك قتل صاحبنا فاقتص منه،

            فقال رسول الله ’: لا قصاص.

            فقالوا: أودية.

            فقال رسول الله ’: ولا دية لكم، هذا والله قتيل الله لا يؤدى، إن عليا قد شهد على صاحبكم بشهادة، والله يلعنه بشهادة علي، ولو شهد علي على الثقلين لقبل الله شهادته عليهم، إنه الصادق الأمين، ارفعوا صاحبكم هذا وادفنوه مع اليهود فقد كان منهم، فرفع وإذا أوداجه تشخب دما وبدنه قد كسي شعرا.

            فقال علي ×: يا رسول الله ما أشبهه إلا بالخنزير في شعره.

            فقال رسول الله ’: يا علي أو ليس لو جئت بعدد كل شعرة منه مثل عدد رمال الدنيا حسنات لكان كثيرا؟

            قال: بلى يا رسول الله.

            قال رسول الله ’: يا أبا الحسن إن هذا القتل الذي قتلت به هذا الرجل قد أوجب الله لك به من الثواب كأنما أعتقت رقابا بعدد رمل عالج الدنيا، وبعدد كل شعرة على هذا المنافق، وإن أقل ما يعطي الله بعتق رقبة لمن يهب له، بعدد كل شعرة من تلك الرقبة ألف حسنة، ويمحو عنه ألف سيئة، فإن لم يكن له فلأبيه، فان لم يكن لأبيه فلامه، فإن لم يكن لها فلأخيه، فإن لم يكن له فلذويه وجيرانه وقراباته .

            ثم قال رسول الله ’: أيكم استحيا البارحة من أخ له في الله، لما رأى به خلة، ثم كايد الشيطان في ذلك الأخ، ولم يزل به حتى غلبه؟

            فقال علي ×: أنا يا رسول الله.

            فقال رسول الله ’: حدث به يا علي إخوانك المؤمنين ليتأسوا بحسن صنيعك فيما يمكنهم، وإن كان أحد منهم لم يلحق شأنك، ولم يسبق عبادتك، ولا يرمقك في سابقة لك إلى الفضائل، إلا كما يرمق الشمس إلى الأرض، وأقصى المشرق من أقصى المغرب.

            فقال علي ×: مررت بمزبلة بني فلان فرأيت رجلا من الأنصار مؤمنا قد أخذ من تلك المزبلة قشور، البطيخ والقثاء والتين، فهو يأكلها من شدة الجوع، فلما رأيته استحييت من أن يراني فيخجل، وأعرضت عنه و مررت إلى منزلي وكنت أعددت لفطوري وسحوري قرصين من شعير، فجئت بهما إلى الرجل، فناولته إياهما، وقلت: أصب من هذا كلما جعت، فإن الله عز وجل يجعل البركة فيهما، فقال: يا أبا الحسن، أنا أريد أن أمتحن هذه البركة لعلمي بصدقك في قيلك، إني أشتهي لحم فراخ وأشتهاه على أهل منزلي، فقلت: اكسر منه لقما بعدد ما تريده من فراخ، فإن الله تعالى يقلبها فراخا بمسألتي إياه بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين، فأخطر الشيطان ببالي فقال: يا أبا الحسن تفعل هذا به ولعله منافق؟ فرددت عليه وقلت: إن يكن مؤمنا فهو أهل لما أفعل معه، وإن يكن منافقا فأنا للاحسان أهل، فليس كل معروف يلحق مستحقه، وقلت: أنا أدعو الله بمحمد وآله الطيبين ليوفقه للإخلاص، والنزوع عن الكفر إن كان منافقا، فإن تصدقي عليه بهذا أفضل من تصدقي عليه بالطعام الشريف الموجب للثروة و الغناء، وكابدت الشيطان ودعوت الله سرا من الرجل بالإخلاص، بجاه محمد وآله الطيبين، فارتعدت فرائص الرجل وسقط لوجهه، فأقمته، وقلت: ماذا شأنك؟ قال: كنت منافقا شاكا فيما يقوله محمد، وفيما تقوله أنت، فكشف لي الله عن السماوات والأرض فأبصرت كل ما تواعدان من العقوبات، فذلك حين وقر الإيمان في قلبي وأخلص به جناني، وزال عني الشك الذي كان يعتورني، فأخذ الرجل القرصين وقلت له: كل شيء تشتهيه، فاكسر من القرص قليلا، فإن الله يحوله ما تشتهيه وتتمناه وتريده، فما زال ذلك يتقلب شحما ولحما وحلوا ورطبا وبطيخا وفواكه الشتاء وفواكه الصيف، حتى أظهره الله تعالى من الرغيفين عجبا، وصار الرجل من عتقاء الله من النار، ومن عبيده المصطفين الأخيار، فذلك حين رأيت جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت قد قصد الشيطان كل واحد منهم بمثل جبل أبي قبيس، فوضع أحدهم عليه يبنيها بعضهم على بعض فيهشم، وجعل إبليس يقول: يا رب وعدك وعدك، ألم تنظرني إلى يوم يبعثون؟ فإذا نداء بعض الملائكة: أنظرتك لئلا تموت، ما أنظرتك لئلا تهشم و ترضض.

            فقال رسول الله ’: يا أبا الحسن كما عاندت الشيطان فأعطيت في الله حين نهاك عنه، وغلبته فإن الله يخزي عنك الشيطان وعن محبيك، ويعطيك في الآخرة بعدد كل حبة مما أعطيت صاحبك وفيما تتمناه، الله منه درجة في الجنة أكبر من الدنيا من الأرض إلى السماء، وبعدد كل حبة منها جبلا من فضة كذلك جبلا من لؤلؤ، وجبلا من ياقوت، وجبلا من جوهر، وجبلا من نور رب العزة كذلك، وجبلا من زمرد، وجبلا من زبرجد كذلك، وجبلا من مسك، وجبلا من عنبر كذلك، وإن عدد خدمك في الجنة أكثر من عدد قطر المطر والنبات وشعور الحيوانات، بك يتم الله الخيرات ويمحو عن محبيك السيئات، وبك يميز الله المؤمنين من الكافرين، والمخلصين من المنافقين، وأولاد الرشد من أولاد الغي.

            ثم قال رسول الله ’: وأيكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة؟

            فقال علي ’: أنا يا رسول الله وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري.

            فقال رسول الله ’: حدث بالقصة إخوانك المؤمنين، ولا تكشف عن اسم المنافقين المكايدين لنا، فقد كفاكما الله شرهم، وأخرهم للتوبة لعلهم يتذكرون أو يخشون.

            فقال علي ×: إني بينا أسير في بني فلان بظاهر المدينة، وبين يدي بعيدا مني ثابت بن قيس: إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر، وهناك رجال من المنافقين، فدفعوه ليرموه في البئر، فتماسك ثابت، ثم عاد فدفعه، والرجل لا يشعر بي، حتى وصلت إليه، وقد اندفع ثابت في البئر، فكرهت أن أشغل بطلب المنافقين خوفا على ثابت، فوقعت في البئر لعلي آخذه، فنظرت فإذا أنا سبقته إلى قعر البئر.

            فقال رسول الله ’: وكيف لا تسبقة، وأنت أرزن منه، ولو لم يكن من رزانتك إلا ما في جوفك من علم الأولين والآخرين، الذي أودع الله رسوله وأودعك رسوله، لكان من حقك أن تكون أرزن من كل شيء، فكيف كان حالك وحال ثابت؟

            قال: يا رسول الله، صرت إلى قرار البئر واستقررت قائما، وكان ذلك أسهل علي وأخف على رجلي من خطاي التي كنت أخطوها رويدا رويدا، ثم جاء ثابت فانحدر فوقع على يدي، وقد بسطتها له، فخشيت أن يضرني سقوطه علي أو يضره، فما كان إلا كباقة ريحان تناولتها بيدي، ثم نظرت فإذا ذاك المنافق ومعه آخران على شفير البئر، وهو يقول: أردنا واحدا فصار اثنين، فجاؤوا بصخرة فيها مائتا من، فأرسلوها علينا، فخشيت أن تصيب ثابتا فاحتضنته، وجعلت رأسه إلى صدري وانحنيت عليه، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي، فما كانت إلا كترويحة بمروحة روحت بها في حمارة القيظ، ثم جاؤوا بصخرة اخرى فيها قدر ثلاثمائة من فأرسلوها علينا، فانحنيت على ثابت فأصابت مؤخر رأسي، فكانت كماء صببت على رأسي وبدني في يوم شديد الحر، ثم جاؤوا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من يديرونها على الأرض لا يمكنهم أن يقلبوها، فأرسلوها علينا، فانحنيت على ثابت فأصابت مؤخر رأسي وظهري، فكانت كثوب ناعم صببته على بدني ولبسته و تنعمت به، ثم سمعتهم يقولون: لو أن لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت واحدة منها من بلاء هذه الصخور، ثم انصرفوا وقد دفع الله عنا شرهم، فأذن الله لشفير البئر فانحط ولقرار البئر فارتفع، فاستوى القرار والشفير بعد بالأرض، فخطونا وخرجنا.

            فقال رسول الله ’: يا أبا الحسن إن الله عز وجل قد أوجب لك بذلك من الفضائل والثواب ما لا يعرفه غيره، ينادي مناد يوم القيامة: أين محبو علي بن أبي طالب ؟ فيقوم قوم من الصالحين، فيقال لهم: خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة فأدخلوهم الجنة، فأقل رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات ألف ألف رجل، ثم ينادي مناد أين البقية من محبي علي بن أبي طالب؟ فيقومون مقتصدون، فيقال لهم: تمنوا على الله عز وجل ما شئتم، فيتمنون فيفعل بكل واحد منهم ما تمنى، ثم يضعف له مائة ألف ضعف، ثم ينادي مناد: أين البقية من محبي علي بن أبي طالب؟ فيقوم قوم ظالمون لأنفسهم معتدون عليها، فيقال: أين المبغضون لعلي بن أبي طالب؟ فيؤتى بهم، جم غفير وعدد عظيم كثير، فيقال: ألا نجعل كل ألف من هؤلاء فداء لواحد من محبي علي بن أبي طالب × ليدخلوا الجنة؟ فينجي الله عز وجل محبيك، ويجعل أعداءهم فداءهم، ثم قال رسول الله ’: هذا الأفضل الأكرم، محبه محب الله ومحب رسوله، ومبغضه مبغض الله ومبغض رسوله، هم خيار خلق الله من امة محمد ’.

            ثم قال رسول الله ’ لعلي ×: انظر فنظر إلى عبد الله بن أبي، وإلى سبعة نفر من اليهود، فقال: قد شاهدت ختم الله على قلوبهم، وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم، فقال رسول الله ’: أنت يا علي أفضل شهداء الله في الأرض بعد محمد رسول الله، قال: فذلك قوله: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} تبصرها الملائكة فيعرفونهم بها، ويبصرها رسول الله ’، ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب × ثم قال: {ولهم عذاب عظيم} في الآخرة بما كان من كفرهم بالله، وكفرهم بمحمد رسول الله ’<[41] .

 

الآية (8)- قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}

            [60] 1- قال محمد بن الحسن الصفار: حدثني أبو جعفر احمد ابن محمد عن الحسن بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن الحلبي عن معلى بن أبي عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله × قال: >قال لي: إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} فليشرق الحكم وليغرب أما والله لا يصيب العلم إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ×<[42]

 

الآية (9)- قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}

            [61] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ‘: >أن رسول الله ’ سئل: فيما النجاة غدا؟ فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان، ونفسه يخدع لو يشعر، فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمره الله، ثم يريد به غيره، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء، فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له<[43]

            [62] 2- قال الإمام الصادق ×: >لا تراء بعملك من لا يحيي ويميت، ويغني عنك شيئا، والرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي، واصلها النفاق، يقال للمرائي عند الميزان: خذ ثوابا تعد ثواب عملك ممن اشركته معي، فانظر من تعبد وتدعو ومن ترجو ومن تخاف، واعلم انك لا تقدر على إخفاء شيء من باطنك عليه تعالى، وتصير مخدوعا بنفسك، قال الله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} وأكثر ما يقع الرياء في البصر والكلام والأكل والشرب والمجئ والمجالسة واللباس والضحك والصلاة والحج والجهاد وقراءة القرآن وسائر العبادات الظاهرة، فمن اخلص باطنه لله تعالى وخشع له بقلبه ورأى نفسه مقصرا، بذل كل

مجهود وجد الشكر عليه حاصلا ...<[44]

            [63] 3- قال الإمام الصادق ×: >المنافق قد رضي ببعده عن رحمة الله تعالى، لأنه يأتي بأعماله الظاهرة شبيها بالشريعة، وهو لاه ولاغ وباغ بالقلب عن حقها، مستهزئ وعلامة النفاق قلة المبالات بالكذب والخيانه والوقاحة، والدعوى بلا معنى، واستخانة العين والسفه والغلط وقلة الحياء واستصغار المعاصي، واستيضاع أرباب الدين، واستخفاف المصائب في الدين، والكبر والمدح، ومدح الحب وحب المدح، والحسد وإيثار الدنيا على الآخرة، والشر على الخير، والحث على النميمة، وحب اللهو ومعرفة أهل الفسق، ومعونة أهل البغي، والتخلف عن الخيرات، وتنقص أهلها، واستحسان ما يفعله من سوء، واستقباح ما يفعله غيره من حسن، وأمثال ذلك كثيرة، وقد وصف الله المنافقين غير موضع،... قال تعالى في وصفهم: {ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون* في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}<[45]

 

الآية (10)- قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}

            [64] 1- قال النعماني في غيبته: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا عمرو بن عثمان عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبى عبد الله الصادق × أنه قال: >... ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولونا<[46]

 

الآية (11- 12)- قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون }

            [65] 1- عن الإمام الصادق × في قوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا أنهم هم المفسدون} قال: >ما قوتل أهل هذه - يعني البصرة -  وقرأ أمير المؤمنين × يوم البصرة: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون}[47]، ثم قال: لقد عهد إلي رسول الله ’ وقال: يا علي لتقاتلن الفئة الناكثة، والفئة الباغية، والفرقة المارقة، إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون<[48]

            [66] 2- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود ابن سرحان، عن أبي عبد الله × قال: >قال رسول الله ’: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهر والبراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والقول فيهم، والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام، ويحذرهم الناس، ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة<[49] .

 

الآية (13)- قوله تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}

            [67] 1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي المغرا عن الحلبي، عن أبي عبد الله × قال: >لا تسفهوا فإن أئمتكم ليسوا بسفهاء، وقال أبو عبد الله ×: من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله<[50].

            [68] 2- علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: >كتب أبو عبد الله × إلى رجل من أصحابه: أما بعد فلا تجادل العلماء، ولا تمار السفهاء، فيبغضك العلماء، ويشتمك السفهاء، ولا تكسل عن معيشتك فتكون كلا على غيرك، أو قال: على أهلك<[51]

 

الآية (14)- قوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون}

            [69] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله × قال: >الجن على ثلاثة أجزاء، فجزء مع الملائكة، وجزء يطيرون في الهواء، وجزء كلاب وحيات، والإنس على ثلاثة أجزاء: فجزء تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وجزء عليهم الحساب والعذاب، وجزء وجوهم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين<[52] .

            [70] 2- عن الفضيل بن يسار قال: >سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الشياطين أكثر على المؤمن الزنابير على اللحم<[53]

            [71] 3- الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا، عن محمد بن خالد بن ميمون، عن عبد الله بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله × قال: >ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم، فإن دعوا بخير أمنوا، وإن استعاذوا من شر، دعوا الله ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها، وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم، فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فإن غضب الله عز وجل لا يقوم له شيء، ولعنته لا يردها شيء، ثم قال صلوات الله عليه: فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم، ولو حلب شاة أو فواق ناقة<[54] .

 

الآية (16)- قوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين}  

            [72] 1- قال محمد بن الحسن الصفار: حدثنا احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن طلحة بن زيد ومحمد بن عبد الجبار بغير هذا الاسناد يرفعه إلى طلحة بن زيد عن أبي عبد الله × قال: >قرأت في كتاب أبي الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام الهدى وإمام الضلال، فأما الأئمة [أئمة] الهدى فيقدمون أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم، وأما أئمة الضلال فإنهم يقدمون أمرهم قبل أمر الله، وحكمهم قبل حكم الله، اتباعا لأهوائهم، وخلافا لما في الكتاب<[55] .

            [73] 2- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله × قال: >كان أبي × يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه، فيصير أعلاه أسفله<[56]

            [74] 3- أبو علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن الخشاب، رفعه قال: قال أبو عبد الله ×: >... وقال رسول الله ’: القرآن هدى من الضلالة، وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الاحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغوايه، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار<[57] .

            [75] 4- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا احمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكوني قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد ‘ يقول: >المؤمن علوي لأنه علا في المعرفة، والمؤمن هاشمي؛ لأنه هشم الضلالة ...<[58] .

 

الآية (17)- قوله تعالى: {مثلهم كمل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون}

[76] 1- قال العالم: عن أبيه، عن جده ^، عن رسول الله ’ قال: >ما من عبد ولا أمة أعطى بيعة أمير المؤمنين علي × في الظاهر، ونكثها في الباطن، وأقام على نفاقه، إلا وإذا جاءه ملك الموت ليقبض روحه تمثل له إبليس وأعوانه، وتمثل النيران وأصناف عذابها لعينيه وقلبه، ومقاعده[59] من مضايقها، وتمثل له أيضا الجنان ومنازله فيها لو كان بقي على إيمانه ووفى ببيعته، فيقول له ملك الموت: انظر فتلك الجنان التي لا يقدر قدر سرائها  وبهجتها وسرورها إلا الله رب العالمين كانت معدة لك، فلو كنت بقيت على ولايتك لأخي محمد رسول الله ’ كان إليها مصيرك يوم فصل القضاء، لكنك نكثت وخالفت، فتلك النيران وأصناف عذابها، وزبانيتها ومرزباتها وأفاعيها الفاغرة أفواهها، وعقاربها الناصبة أذنابها، وسباعها الشائلة مخالبها، وسائر أصناف عذابها، هو لك وإليها مصيرك، فعند ذلك يقول: {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا}[60] فقبلت ما أمرني والتزمت من موالاة علي عليه السلام ما ألزمني<[61] .

 

الآية (18)- قوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}

            [77] 1- محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله ×.

            وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبى عبد الله ×، أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه وأمرهم بمدارستها، والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها .

            قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله × قال: خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله × إلى أصحابه: >... فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير، وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان، فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه، كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به، فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما ي‍نهى عنه مرداة للعبد عند الله، ومقت من الله وصم وعمي وبكم، يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون} يعني لا ينطقون...<[62]

 

الآية (21)- قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}

            [78] 1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن شاذان بن الخليل قال: وكتبت من كتابه بإسناد له، يرفعه إلى عيسى بن عبد الله، قال: قال عيسى بن عبد الله لأبي عبد الله ×: >جعلت فداك ما العبادة ؟ قال: حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها، أما إنك يا عيسى لا تكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من المنسوخ، قال: قلت جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟ قال: فقال: أليس تكون مع الإمام موطنا نفسك على حسن النية في طاعته، فيمضي ذلك الإمام ويأتي إمام آخر فتوطن نفسك على حسن النية في طاعته؟ قال: قلت: نعم، قال: هذا معرفة الناسخ من المنسوخ<[63]     

[79] 2- عن عنوان البصري - وكان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة - قال: كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلما حضر جعفر الصادق × المدينة اختلفت إليه، وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك ... قلت: >يا أبا عبد الله، ما حقيقة العبودية ؟ قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله إليه ملكا، لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله، يضعونه حيث أمرهم الله تعالى به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه، لا يتفرغ منها إلى المراء والمباهاة مع الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هان عليه الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا وتفاخرا، ولا يطلب عند الناس عزا وعلوا، ولا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة المتقين، قال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}[64] <[65]

            [80] 3- قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي: حدثنا أبي مرسلا قال: قال أبو عبد الله ×: >أفضل العبادة العلم بالله<[66]

            [81] 4- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله × قال: >أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته<[67].

            [82] 5- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله × قال: >كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: أفضل العبادة العفاف<[68] .

            [83] 6- علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله ×: >قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا، فإنكم تتنعمون بها في الآخرة<[69] .

            [84] 7- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله × قال: >إن العباد ثلاثة: قوم عبدوا الله عز وجل خوفا، فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب، فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له، فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة<[70] .

            [85] 8- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبد الله × قال: >ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن<[71] .

 

الآية (22)- قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}

            [86] 1- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد علي عن أبيه علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين ^: في قول الله عز وجل: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء} قال: جعلها ملايمة لطبايعكم، موافقة لأجسادكم، ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم، وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثم قال عز وجل: {والسماء بناء} سقفا من فوقكم محفوظا، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عز وجل: {وانزل من السماء ماء} يعنى المطر ينزله من على [علو][72] ليبلغ قلل جبالكم، وتلالكم وهضابكم، واوهادكم، ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا، لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعه واحدة، فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم، ثم قال عز وجل: {فاخرج به من الثمرات رزقا لكم}، يعنى مما يخرجه من الأرض رزقا لكم، {فلا تجعلوا لله أنداد} أي أشباها وأمثالا من الأصنام، التي لا تعقل ولا تسمع وتبصر ولا تقدر على شيء، وانتم تعلمون أنها لا تقدر شيء من هذه النعم الجليلة، التي أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى<[73] .

 

الآية (23)- قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}

            [87] 1- قال المجلسي &: بالاسانيد عن جعفر بن محمد ×: >نزل جبرئيل بهذه الآية {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} في علي<[74] .

            [88] 2- قال الإمام الصادق ×: >...وحروف العبد ثلاثة (ع ب د) فالعين علمه بالله، والباء بونه عمن سواه، والدال دنوه من الله تعالى بلا كيف ولا حجاب<[75]

 

الآية (24)- قوله تعالى: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين}

            [89] 1- قال أبو عبد الله الصادق ×: >إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفيها، وأنها ليؤت بها يوم القيامة حتى توضع على النار، فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى على ركبتيه فزعا من صرختها<[76]

 

الآية (25)- قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون}

            [90] 1- وسئل الامام الصادق ×: عن قول الله عز وجل: {لهم فيها أزواج مطهرة} قال: >الأزواج المطهرة اللائي لم يحضن ولا يحدثن<[77] .

            [91] 2- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن أبي قتادة، عن رجل، عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله ×: >... وإن أهل الجنة ما يتلذذون بشيء من الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب<[78] .

            [92] 3- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله ×: >إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء...<[79] .

 

الآية (26- 27)- قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين* الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون}

            [93] 1- قال الصادق ×: >إن هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم إن الله تبارك وتعالى يضل العباد، ثم يعذبهم على ضلالتهم، فقال الله عز وجل: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها} <[80]

            [94] 2- قال إبراهيم القمي & في تفسيره: وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ×: >إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين ×، فالبعوضة أمير المؤمنين ×، وما فوقها رسول الله ’، والدليل على ذلك قوله: {فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم} يعنى أمير المؤمنين، كما اخذ رسول الله ’ الميثاق عليهم له، {وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا} فرد الله عليهم فقال: {وما يضل به إلا الفاسقين}، {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} في علي {ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} يعني من صلة أمير المؤمنين × والأئمة ^، {ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون} <[81]

            [95] 3- روي عن الإمام الصادق × أنه قال: >إنما ضرب الله المثل بالبعوضة، لأن البعوضة على صغر حجمها، خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره، وزيادة عضوين آخرين، فأراد الله تعالى أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه، وعجيب صنعه<[82]

            [96] 4- قال محمد بن الحسن الصفار: حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب، قال حدثنا أصحابنا عن خيثمة الجعفي قال: >قال لي أبو عبد الله × يا خيثمة نحن شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومفاتيح الحكمة، ومعدن العلم، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وموضع سر الله، ونحن وديعة الله في عباده، ونحن حرم الله الأكبر، ونحن ذمة الله، ونحن عهد الله، فمن وفى بذمتنا فقد وفى بذمة الله، ومن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده<[83] .

            [97] 5- قال محمد بن الحسن الصفار: حدثنا الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان عن أبيه عن عيسى بن اسلم عن معاوية بن عمار قال: >قلت لأبي عبد الله ×: جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو؟ قال: إن المؤمن ينظر بنور الله، فقال: يا معاوية إن الله خلق المؤمنين من نوره، وصبغهم في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن اخو المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه<[84] .

            [98] 6- الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ×: >إن بعض قريش قال لرسول الله ’ بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إني كنت أول من اقر بربي، وأول من أجاب حيث اخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم {الست بربكم قالوا بلى} وكنت أنا أول نبي قال بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله<[85] .

            [99] 7- قال محمد بن الحسن الصفار: حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه علي بن النعمان عن بكر بن كرب عن أبي عبد الله ×: >إن الله اخذ الميثاق، ميثاق شيعتنا من صلب آدم، فنعرف خياركم من شراركم<[86] .

            [100] 8- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن داود ابن فرقد، عن أبي عبد الله × قال: >أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق مقالته، ولا ينتصف من عدوه، وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها؛ لان كل مؤمن ملجم<[87]

            [101] 9- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله × قال: قال رسول الله ’: >إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع، أيسرها عليه: مؤمن يقول بقوله يحسده، أو منافق يقفو أثره، أو شيطان يغويه، أو كافر يرى جهاده، فما بقاء المؤمن بعد هذا<[88] .

            [102] 10- علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله × قال: >القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية<[89]

            [103] 11- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن الحلبي قال: >قلت لأبي عبد الله ×: لم جعل استلام الحجر؟ فقال: إن الله عز وجل حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا الحجر من الجنة فأمره فالتقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة<[90] .

            [104] 12- محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن ابن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن بكير بن أعين قال: >سألت أبا عبد الله × لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟ ولأي علة تقبل؟ ولأي علة اخرج من الجنة؟ ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك، فإن تفكري فيه لعجب، قال: فقال: سألت وأعضلت في المسألة، واستقصيت فافهم الجواب، وفرّغ قلبك، وأصغ سمعك أخبرك إن شاء الله، إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهى جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم × فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك أنه لما اخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ترائى لهم، ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم ×، فأول من يبايعه ذلك الطائر، وهو والله جبرئيل ×، وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره، وهو الحجة والدليل على القائم، وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان، والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد، الذي أخذ الله عز وجل على العباد، وأما القبلة والاستلام فلعلة العهد، تجديدا لذلك العهد والميثاق، وتجديدا للبيعة ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق، فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم، ألا ترى أنك تقول: أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا، ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا، وإنهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم، ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم، وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم، فلكم والله يشهد، وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود والكفر، وهو الحجة البالغة من الله عليهم، يوم القيامة يجيئ وله لسان ناطق، وعينان في صورته الأولى، يعرفه الخلق ولا ينكره، يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده، بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة، ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار، فأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟ قلت: لا، قال: كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله، فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به، وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه، فألقمه الميثاق وأودعه عنده، واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة، فلما عصى آدم واخرج من الجنة، أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده، لمحمد ’ ولوصيه ×، وجعله تائها حيرانا، فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء، فرماه من الجنة إلى آدم × وهو بأرض الهند، فلما نظر إليه آنس إليه، وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة، وأنطقه الله عز وجل فقال له: يا آدم أتعرفني؟ قال: لا، قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك، ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم في الجنة، فقال لآدم: أين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى، وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق، ثم حوله الله عز وجل إلى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضيء فحمله آدم × على عاتقه إجلالا له وتعظيما، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل ×، حتى وافا به مكة، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة، ثم إن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان، لأنه تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق من ولد آدم، أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الملك الميثاق، ولذلك وضع في ذلك الركن، ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا، وحوا إلى المروة ووضع الحجر في ذلك الركن فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا فإن الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة، لان الله عز وجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية و لمحمد ’ بالنبوة، ولعلي × بالوصية، اصطكت فرائص الملائكة، فأول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد ’ منه و لذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق<[91]

            [105] 13- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة، عن أبي عبد الله، عن أبيه ‘ قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: >يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبه من هم؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاب، فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد، ويباعد لك القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق، فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل، فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق، فانه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاث مواضع: قال الله عز وجل: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم* أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}[92]، وقال: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}[93] وقال في البقرة: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل

ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون} <[94]

 

الآية (29)- قوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم}

            [106] 1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن صياد عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ^ قال: >قال أمير المؤمنين × في قول الله عز وجل: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم}، قال: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} لتعتبروا ولتتوصلوا به إلى رضوانه وتتوقوا به من عذاب نيرانه، {ثم استوى إلى السماء} اخذ في خلقها وإتقانها {فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم} ولعلمه بكل شيء علم المصالح فخلق لكم كلما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم<[95]

 

الآية (30)- قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}

            [107] 1- محمد بن أحمد القمي: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن محمد السكوني، قال: حدثني الحسن ابن محمد البجلي، قال: حدثني أحمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي، قال: حدثني أبي، عن جدي الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين، عن أبيه ^ قال: قال أمير المؤمنين ×: >من لم يقل إني رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة الله، قال الحسين بن زيد: فقلت لجعفر بن محمد ‘: قد رويتم غير هذا، فإنكم لا تكذبون؟ قال: نعم، قال الله تعالى في محكم كتابه: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } فكان آدم أول خليفة الله ...، و قال: {إنا جعلناك خليفة في الأرض}[96] فكان داود الثاني، وكان هارون خليفة موسى، قوله تعالى {اخلفني في قومي وأصلح}[97]، وهو خليفة محمد ’، فمن لم يقل إني رابع الخلفاء فعليه لعنة الله<[98]

            [108] 2- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وابن محبوب جميعا، عن المفضل بن صالح، عن محمد بن مروان قال: >سمعت أبا عبد الله × يقول: كنت مع أبي في الحجر، فبينما هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه، فلما انصرف سلم عليه ثم قال: إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر، قال: ما هي؟ قال: أخبرني أي شيء كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال: إن الله عز وجل لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم × ردوا عليه فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} قال الله تبارك وتعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}، فغضب عليهم، ثم سألوه التوبة، فأمرهم أن يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور، ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله عز وجل مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك، ورضي عنهم، فهذا كان أصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذوا الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم، وطهورا لهم، فقال: صدقت<[99] .

            [109] 3- قال الشيخ الصدوق &: أخبرنا علي بن حبشي بن قوني & فيما كتب إلي قال: حدثنا جميل بن زياد قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن سلمة عن يحيى بن أبي العلا الرازي إن رجل دخل على أبي عبد الله × فقال: >جعلت فداك أخبرني عن قول الله تعالى: {ن والقلم وما يسطرون}[100]، وأخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس: {فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}[101]، وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه؟ قال: فالتفت أبو عبد الله × إليه وقال: ما سألني عن مسألتك أحد قط قبلك، إن الله عز وجل لما قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} ضجت الملائكة من ذلك وقالوا: يا رب إن كنت لا بد جاعل في الأرض خليفة، فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك، فرد عليهم: {إني اعلم ما لا تعلمون}، فظنت الملائكة إن ذلك سخط من الله تعالى عليهم، فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمر الله تعالى لهم ببيت من مرمر، سقفه ياقوتة حمراء، وأساطينه الزبرجد، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم، قال: ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفحة واحدة، فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية، وأما نون فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، وأحلى من العسل، قال الله تعالى له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة، وليس بحيث تذهب إليه المشبهة، ثم قال: لها كوني قلما، ثم قال له: اكتب، فقال له: يا رب وما اكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك، ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم

 الوقت المعلوم<[102]

            [110] 4- قال الإمام الصادق ×: >الحسد حسدان: حسد فتنة، وحسد غفلة، فأما حسد الغفلة: فكما قالت الملائكة حين قال الله: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} أي اجعل ذلك الخليفة منا ولم يقولوا، حسدا لآدم، من جهة الفتنة، والرد والجحود، والحسد الثاني الذي يصير به العبد إلى الكفر والشرك: فهو حسد إبليس في رده على الله وإبائه عن السجود لآدم ×<[103] .

 [111] 5- قال الإمام أبو عبد الله الصادق ×: >إن آدم كان له في السماء خليل من الملائكة، فلما هبط آدم من السماء إلى الأرض استوحش الملك وشكى إلى الله، وسأله أن يأذن له فيهبط عليه، فأذن له فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الأرض، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه، وصاح صيحة، قال أبو عبد الله ×: يروون انه اسمع عامة الخلق، فقال له الملك: يا آدم ما أراك إلا قد عصيت ربك، وحملت على نفسك ما لا تطيق، أتدرى ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه؟ قال: لا، قال: {قال إني جاعل في الأرض خليفة} قلنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}، فهو خلقك أن تكون في الأرض، يستقيم أن تكون في السماء؟ فقال أبو عبد الله

×: والله عزى بها آدم ثلاثا<[104]

[112] 6- عن عيسى بن حمزة قال: >قال رجل لأبي عبد الله ×: جعلت فداك ان الناس يزعمون إن الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة، فقال: ليس كما يقولون إن الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم بد الله بدأ الخلق فيها، خلقا ليس من الجن ولا من الملائكة ولا من الإنس، وقدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا فيها، فدمر الله عليهم تدميرا، ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم خلق فيها الجن وقدر لهم عشره ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا فيها وسفكوا الدماء، وهو قول الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما سفكت بنو الجان، فأهلكهم الله، ثم بدأ الله فخلق آدم وقدر له عشرة ألف عام، وقد مضى من ذلك سبعة ألف عام ومائتان، وأنتم في آخر الزمان<[105]

[113] 7- قال هشام بن سالم قال أبو عبد الله ×: >وما علم الملئكة بقولهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} لو لا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء<[106]



[1] - ثواب الاعمال ص104، تفسير نور الثقلين ج1 ص309 الحديث1، تفسير جوامع الجامع ج1 ص61 .

[2] - معاني الاخبار ص22 الحديث1 .

[3] - معاني الاخبار ص23 الحديث2، البحار ج2 ص16 الحديث38، تفسير القمي ج1 ص30، تفسير العياشي ج1 ص25 الحديث1 ولكن فيه (المتقون شيعتنا) بدل بيان لشيعتنا.

[4] - تفسير الامام العسكري ص63 الحديث33 .

[5] - كمال الدين وتمام النعمة ص17، البحار ج51 ص52 الحديث28 .

[6] - يونس /20 .

[7] - المؤمنون / 50 .

[8] - كمال الدين وتمام النعمة ص17، البحار ج51 ص52 الحديث29 .

[9] - المختصر لحسن بن سليمان الحلي ص98، ورواه المجلسي في البحار ج24 ص351 الحديث69، ولكنه رواه عن الامام الباقر عليه السلام، وكذلك رواها الكوراني في معجم احاديث المهدي ج5 ص10 الحديث1441، والملفت للنظر إن ما رووه نسبوه إلى تفسير القمي ولم أجد له أثر في تفسيره، إذ المروي في هذه الاية عن الصادق عليه السلام مع اختلاف في متنيهما، فلاحظ.

[10] - عيون أخبار الرضا ج2 ص205 الحديث5 .

[11] - النساء / 71-73 .

[12] - النساء / 136 .

[13] - يونس / 63- 64 .

[14] - البقرة / 55 .

[15] - البقرة / 177 .

[16] - البقرة / 143 .

[17] - المجادلة / 22 .

[18] - من لا يحضره الفقيه ج4 ص22 الحديث4987 .

[19] - البحار ج66 ص178 الحديث1 .

[20] - الكافي ج2 ص266 الحديث1 .

[21] - آل عمران / 179 .

[22] - الانعام / 82 .

[23] - تفسير البرهان ج1 ص130 الحديث12، تفسير القمي ج1  ص30، البحار ج65 ص273 الحديث30 .

[24] - المحاسن ج1 ص16 الحديث47 .

[25] - المحاسن ج1 ص191 الحديث3 .

[26] - الكافي ج2 ص51 الحديث1 .

[27] - الكافي ج2 ص53 الحديث2 .

[28] - الجاثية / 24 .

[29] - البقرة / 78 .

[30] - النمل / 14 .

[31] - البقرة / 89 .

[32] - النمل / 40 .

[33] - ابراهيم / 7 .

[34] - البقرة / 152 .

[35] - البقرة / 84- 85 .

[36] - البقرة / 85 .

[37] - الممتحنة / 4 .

[38] - إبراهيم / 22 .

[39] - العنكبوت / 25 .

[40] - الكافي ج2 ص389 الحديث1، تفسير القمي ج1 ص32، تفسير البرهان ج1 ص132 الحديث1 .

[41] - البحار ج42 ص21- 29 الحديث7، تفسير الامام العسكري ص99 الحديث54، تفسير البرهان ج1 ص134 الحديث2 .

[42] - بصائر الدرجات ص29 الحديث2، تفسير البرهان ج1 ص137 الحديث3، ورواها الكليني في الكافي ج1 ص399 الحديث4 مضمرة (عن أبي بصير قال: قال لي: إن الحكم بن عتيبة)، وروى الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقه ج4 ص544 عن أبي بصير عن الامام الباقر عليه السلام: (أن الحكم بن عتيبة وسلمة ... ممن قال الله عز وجل: (ومن الناس)، وكذلك رواه العياشي في تفسيره ج1 ص326 الحديث134 .

[43] - أمالي الصدوق ص677 الحديث921/23، ثواب الاعمال ص255، تفسير العياشي ج1 ص283 الحديث295، تفسير الصافي ج1 ص95، تفسير نور الثقلين ج1 ص35 الحديث20، تفسير البرهان ج1 ص138 الحديث2.

[44] - مصباح الشريعة ص32، البحار ج69 ص300 الحديث37، تفسير نور الثقلين ج1 ص35 الحديث21 .

[45] - مصباح الشريعة ص144 .

[46] - الغيبة للنعماني ص260 الحديث19 .

[47] - التوبة / 12 .

[48] - مناقب آل أبي طالب ج2 ص334، البحار ج32 ص282 .

[49] - الكافي ج2 ص375 الحديث4 .

[50] - الكافي ج2 ص322 الحديث2 .

[51] - الكافي ج5 ص86 الحديث9.

[52] - الخصال ص154 الحديث192 .

[53] - كتاب المؤمن ص16 الحديث6 .

[54] - الكافي ج2 ص187 الحديث6 .

[55] - بصائر الدرجات ص52 الحديث1 .

[56] - الكافي ج2 ص268 الحديث1.

[57] - الكافي ج2 ص600 الحديث8.

[58] - علل الشرائع ج2 ص467 الحديث22 .

[59] - أي مقعده من النار.

[60] - الفرقان / 27 .

[61] - تفسير البرهان ج1 ص146 الحديث2، البحار ج31 ص568، ووردت في تفسير العسكري عليه السلام ص131 الحديث66 عن الامام، وعندما يقول عن الامام لعله الامام العسكري  وبالتالي لا يكون الامام الصادق عليه السلام داخلا في سلسلة السند، بينما نجده عليه السلام داخلا في السند على رواية البحار وتفسير البرهان إذ روياها عن العالم، أي الامام موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام، فلاحظ وتأمل.

[62] - الكافي ج8 ص2 الحديث1، تفسير نور الثقلين ج1 ص36 الحديث27 .

[63] - الكافي ج2 ص83 الحديث4 .

[64] - القصص / 83 .

[65] - مشكاة الانوار ص562 .

[66] - المحاسن ج1 ص290 الحديث439 .

[67] - الكافي ج2 ص55 الحديث3 .

[68] - الكافي ج2 ص79 الحديث3 .

[69] - الكافي ج2 ص83 الحديث2 .

[70] - الكافي ج2 ص84 الحديث5 .

[71] - الكافي ج2 ص170 الحديث4 .

[72] - هكذا في الاحتجاج ج2 ص261 ولكنه رواها عن الامام العسكري عليه السلام، وفي توحيد الصدوق ص403 هكذا (العليّ) .

[73] - عيون اخبار الرضا ج2 ص125 الحديث36، توحيد الصدوق ص403 الحديث11، تفسير البرهان ج1 ص151 الحديث1.

[74] - البحار ج36 ص114 الحديث61، تفسير البرهان ج1 ص156 الحديث5، ورواه الكليني في الكافي ج1 ص417 الحديث26 مضمرا عن جابر قال: (نزل جبرئيل بهذه الاية)، وكذا رواها الحويزي في تفسير نور الثقلين ج1 ص43 الحديث55 .

[75] - مصباح الشريعة ص7-8، تفسير نور الثقلين ج1 ص43 الحديث56 .

[76] - تفسير القمي ج1 ص366، تفسير الصافي ج1 ص103، ورواه الحسين بن سعيد الكوفي (في كتاب الزهد ص101 الحديث275) عن رسول الله (ص) مسندا، فقال: الحسن بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ان ناركم هذه لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم...)

[77] - من لا يحضره الفقيه ج1 ص89 الحديث195، تفسير البرهان ج1 ص157 الحديث6، ورواه العياشي في تفسيره ج1 ص164 الحديث11 عن ابي بصير عن الامام الصادق عليه السلام، البحار ج8 ص139 الحديث52 .

[78] - الكافي ج5 ص321 الحديث19، تفسير العياشي ج1 ص164 الحديث10، البحار ج8 ص139 الحديث53 .

[79] - الكافي ج2 ص85 الحديث5، المحاسن ج2 ص330 الحديث94، علل الشرائع ج2 ص523 الحديث1، تفسير الصافي ج1 ص104 .

[80] - تفسير القمي ج1 ص34، تفسير البرهان ج1 ص161 الحديث4، البحار ج5 ص7 الحديث6 .

[81] - تفسير القمي ج1 ص34، تفسير البرهان ج1 ص157 الحديث1، تفسير نور الثقلين ج1 ص45 الحديث64، البحار ج24 ص393

[82] - مجمع البيان ج 1 ص135، تفسير البرهان ج1 ص160 الحديث3، تفسير الصافي ج1 ص104، تفسير نور الثقلين ج1 ص45 الحديث65، مستدرك سفينة البحار ج1 ص377 ،

[83] - بصائر الدرجات ص77 الحديث6، الكافي ج1 ص221 الحديث3 .

[84] - بصائر الدرجات ص100 الحديث2 .

[85] - بصائر الدرجات ص103 الحديث2، الكافي ج1 ص441 الحديث6 .

[86] - بصائر الدرجات ص309 الحديث1 .

[87] - الكافي ج2 ص249 الحديث1 .

[88] - الكافي ج2 ص249 الحديث2 .

[89] - الكافي ج2 ص609 الحديث1 .

[90] - الكافي ج4 ص184 الحديث2، المحاسن ج2 ص330 الحديث93 .

[91] - الكافي ج4 ص184 الحديث3 .

[92] - محمد / 22- 23 .

[93] - الرعد / 25 .

[94] - الكافي ج2 ص376 الحديث7 .

[95] - عيون أخبار الرضا ج1 ص15 الحديث29، البحار ج3 ص40 الحديث14، تفسير البرهان ج1 ص162 الحديث1 .

[96] - سورة ص / 26 .

[97] - الاعراف / 142 .

[98] - مائة منقبة للقمي ص125، تفسير البرهان ج1 ص169 الحديث14، مدينة المعاجز ج2 ص420 الحديث649 .

[99] - الكافي ج4 ص188 الحديث2، تفسير البرهان ج1 ص166 الحديث5.

[100] - القلم / 1 .

[101] - الحجر / 37- 38، وسورة ص/ 80- 81 .

[102] - علل الشرائع ج2 ص402 الحديث2 .

[103] - تحف العقول ص371 .

[104] - تفسير العياشي ج1 ص32 الحديث10، تفسير البرهان ج1 ص167 الحديث9، البحار ج11 ص211 الحديث18 .

[105] - تفسير العياشي ج1 ص31 الحديث8، تفسير البرهان ج1 ص167 الحديث7، البحار ج54 ص86 الحديث72 .

[106] - تفسير العياشي ج1 ص29 الحديث4، تفسير البرهان ج1 ص165 الحديث3، تفسير القران الكريم للخميني ج5 ص269، تفسير الميزان ج1 ص119 .