العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها

من آیة 91 الی 120

الآية (91)- قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}

[264] 1- عن أبى عمرو الزبيري، عن أبى عبد الله × قال: >قال الله في كتابه يحكى قول اليهود: {إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان}([1]) الاية فقال: {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين} وإنما نزل هذا في قوم اليهود وكانوا على عهد محمد صلى الله عليه وآله لم يقتلوا الانبياء بأيديهم ولا كانوا في زمانهم، وانما قتل أوايلهم الذين كانوا من قبلهم فنزلوا بهم اولئك القتلة، فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل اوايلهم بما تبعوهم وتولوهم<([2])

 

الآية (93)- قال تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين }

            [265] 1- البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المعزا، عن إسحاق بن عمار و يونس، قالا: >سألنا أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {خذوا ما آتيناكم بقوة}، أقوة في الأبدان أو قوة في القلب؟ قال: فيهما جميعا<[3] .

            [266] 2- عن محمد بن أبى حمزة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله ×: >عن قول الله: {خذوا ما آتيناكم بقوة} قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلاة و أنت راكع<[4]

[267] 3- عن الصادق ×: >لما أنزل الله التوراة على بني إسرائيل لم يقبلوه، فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى: إن لم تقبلوا وقع عليكم الجبل، فقبلوه وطأطأوا رؤوسهم<[5]

 

الآية (100)- قال تعالى: {أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون}

[268] 1- البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن معلى بن عثمان، عن معلى بن خنيس قال: >سألت أبا عبد الله ×: هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح ؟ فقال: لم يزالوا كذلك ولكن {أكثرهم لا يؤمنون} <([6])

            [269] 2- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا أبى رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا محمد ابن الحسين، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن هارون بن حمزة الغنوي قال: >قلت لأبي عبد الله ×: هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح ×؟ قال: لم يزالوا كذلك ولكن {أكثرهم لا يؤمنون} <([7]) .

 

الآية (101- 102)- قال تعالى: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون* واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}

[270] 1- قال الامام العسكري ×: قال الصادق ×: > {ولما جاءهم} جاء هؤلاء اليهود ومن يليهم من النواصب {رسول من عند الله مصدق لما معهم} القرآن مشتملا على وصف فضل محمد وعلي، وإيجاب ولايتهما وولاية أوليائهما، وعداوة أعدائهما، {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله} اليهود التوراة وكتب أنبياء الله ^ {وراء ظهورهم} وتركوا العمل بما فيها وحسدوا محمدا على نبوته، وعليا على وصيته، وجحدوا على ما وقفوا عليه من فضائلهما، {كأنهم لا يعلمون} فعلوا من جحد ذلك والرد له فعل من لا يعلم، مع علمهم بأنه حق، {واتبعوا} هؤلاء اليهود والنواصب {ما تتلوا} ما تقرأ {الشياطين على ملك سليمان} وزعموا أن سليمان -  بذلك السحر والنيرنجات -  نال ما ناله من الملك العظيم، قصدوهم به عن كتاب الله، وذلك أن اليهود الملحدين والنواصب المشاركين لهم في إلحادهم لما سمعوا من رسول الله ’ فضائل علي بن أبي طالب ×، وشاهدوا منه ومن علي × المعجزات التي أظهرها الله تعالى لهم على أيديهما، أفضى بعض اليهود والنصاب إلى بعض وقالوا: ما محمد إلا طالب دنيا بحيل ومخاريق وسحر ونيرنجات تعلمها، وعلم عليا × بعضها، فهو يريد أن يتملك علينا في حياته، ويعقد الملك لعلي بعده، وليس ما يقوله عن الله تعالى بشيء، إنما هو قوله فيعقد علينا وعلى ضعفاء عباد الله بالسحر والنيرنجات التي يستعملها، وأوفر الناس كان حظا من هذا السحر سليمان بن داود الذي ملك بسحره الدنيا كلها من الجن والإنس والشياطين، ونحن إذا تعلمنا بعض ما كان تعلمه سليمان، تمكنا من إظهار مثل ما يظهره محمد وعلي، وادعينا لأنفسنا ما يجعله محمد لعلي، وقد استغنينا عن الانقياد لعلي، فحينئذ ذم الله تعالى الجميع من اليهود والنواصب فقال الله عز وجل: {نبذوا كتاب الله} الآمر بولاية محمد وعلي {وراء ظهورهم} فلم يعملوا به {واتبعوا ما تتلوا} كفرة {الشياطين} من السحر والنيرنجات {على ملك سليمان} الذين يزعمون أن سليمان به ملك ونحن أيضا به نظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس ونستغني عن الانقياد لعلي ×، قالوا: وكان سليمان كافرا ساحرا ماهرا، بسحره ملك ما ملك، وقدر على ما قدر، فرد الله تعالى عليهم فقال: {وما كفر سليمان} ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون، {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} أي بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان كفروا.

ثم قال: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} قال: كفر الشياطين بتعليمهم الناس السحر، وبتعليمهم إياهم بما أنزل الله على الملكين ببال هاروت وماروت اسم الملكين.

قال الصادق ×: وكان بعد نوح × قد كثر السحرة والمموهون، فبعث الله تعالى ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم، فتلقاه النبي عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه، ونهاهم أن يسحروا به الناس، وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم، ثم يقال للمتعلم ذلك: هذا السم، فمن رأيته سم فادفع غائلته بكذا، وإياك أن تقتل بالسم أحدا.

ثم قال: {وما يعلمان من أحد} وهو أن ذلك النبي أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين، ويعلمانهم ما علمهما الله تعالى من ذلك، ويعظاهم فقال الله تعالى: {وما يعلمان من أحد} ذلك السحر وإبطاله {حتى يقولا} للمتعلم: {إنما نحن فتنة} إمتحان، للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا، ويبطلوا به كيد الساحر، ولا يسحروا لهم، {فلا تكفر} باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به، ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا بك أنك به تحيي وتميت، وتفعل ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فان ذلك كفر، قال الله تعالى: {فيتعلمون} يعنى طالبي السحر {منهما} يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات، وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، يتعلمون من هذين الصنفين، {ما يفرقون به بين المرء وزوجه} هذا من يتعلم للاضرار بالناس، يتعلمون التفريق بضروب الحيل والتمائم والايهام أنه قد دفن كذا، وعمل كذا ليجلب قلب المرأة عن الرجل، وقلب الرجل عن المرأة، ويؤدي إلى الفراق بينهما.

ثم قال الله عز وجل: {وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله} أي ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد إلا باذن الله، بتخلية الله وعلمه، فانه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر.

ثم قال: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} لانهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا، فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين الله بذلك، {ولقد علموا} هؤلاء المتعلمون {لمن اشتريه} بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه، {ماله في الآخرة من خلاق} من نصيب في ثواب الجنة { ولبئس ما شروا به أنفسهم} ورهنوها بالعذاب {لو كانوا يعلمون} أي لو كانوا يعلمون أنهم قد باعوا الآخرة، وتركوا نصيبهم من الجنة، لان المتعلمين لهذا السحر هم الذين يعتقدون أن لا رسول، ولا إله، ولا بعث، ولا نشور، فقال: {ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق} لانهم يعتقدون أن لا آخرة، فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كان بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها.

ثم قال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم} باعوا به أنفسهم بالعذاب، إذا باعوا الآخرة بالدنيا ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم، {لو كانوا يعلمون} أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا، عذبهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق...<([8]) .  

[271] 2- روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج عن الصادق × في حديث قال السائل: >فمن أين علم الشاطين السحر؟ قال: من حيث عرف الاطباء الطلب، بعضه تجربة، وبعضه علاج، قال: فما تقول في الملكين هاروت وماروت؟ وما يقول الناس: بانهما يعلمان الناس السحر؟ قال: انهما موضع ابتلاء، وموقع فتنة، تسبيحهما: اليوم لو فعل الانسان كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولو يعالج بكذا وكذا لكان كذا، اصناف السحر فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما، فيقولان لهم: {انما نحن فتنة} فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم<([9]) .

[272] 3- وعنه × - أي جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ^ - قال: >إن رسول الله ’ قال: ساحر المسلمين يقتل ولا يقتل ساحر الكفار، قيل: يا رسول الله، ولم ذلك؟ قال: لان الشرك والسحر مقرونان، والذي فيه من الشرك أعظم، قال علي ×: ولذلك لم يقتل رسول الله ’ ابن عاصم اليهودي الذي سحره.

قال علي ×: فإذا شهد رجلان عدلان على رجل من المسلمين أنه سحر قتل لانه كفر، والسحر كفر، وقد ذكره الله عز وجل في كتابه فقال جل ذكره: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت ومارت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} الاية، فأخبر جل ذكره: أن السحر كفر فمن سحر كفر، فيقتل ساحر المسلمين لانه كفر، وساحر المشركين لا يقتل؛ لانه كافر بعد، كما جاء عن رسول الله ’<([10])

[273] 4- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا محمد بن القاسم المعروف بابي الحسن الجرجاني رضي الله عنه، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار، عن ابويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد في قول الله عز وجل: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان} قال: >اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنيرنجات على ملك سليمان الذين يزعمون ان سليمان به ملك ونحن أيضا به فظهر العجائب، حتى ينقاد لنا الناس، وقالوا: كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره، ملك ما ملك، وقدر ما قدر، فرد الله عز وجل فقال: {وما كفر سليمان} ولا استعمل السحر الذي نسبوه سليمان والى {ما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} وكان بعد نوح × قد كثر السحرة والمموهون، فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما تسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم، ويرد به كيدهم، فتلقاه النبي × عن الملكين وأداه إلى عباد الله بامر الله عز وجل، فامرهم ان يقفوا به على السحر وان يبطلوه، ونهاهم ان يسحروا به الناس، وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما([11]) يدفع به غائلة السم، ثم قال عز وجل: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنه فلا تكفر} يعنى ان ذلك النبي × أمر الملكين ان يظهرا للناس بصوره بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك، فقال الله عز وجل: {وما يعلمان من أحد} ذلك السحر وابطاله {حتى يقولا} للمتعلم: {إنما نحن فتنه} وامتحان للعباد ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا، ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم، {فلا تكفر} باستعمال هذا السحر وطلب الاضرار به ودعا الناس إلى ان يعتقدوا انك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه الا الله عز وجل، فإن ذلك كفر قال الله عز وجل: {فيتعلمون} يعنى طالبي السحر {منهما} يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات ومما {انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} يتعلمون من هذين الصنفين {ما يفرقون به بين المرء وزوجه} هذا ما يتعلم الاضرار بالناس، يتعلمون التضريب بضروب الحيل والتمايم والايهام، وانه قد دفن في موضع كذا، وعمل كذا، ليحبب المرأة إلى الرجل، والرجل إلى المرأة، ويؤدى إلى الفراق بينهما، فقال عز وجل: {وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله} أي ما المتعلمون بذلك بضارين أحد إلا باذن الله، يعنى بتخلية الله وعلمه، فانه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر، ثم قال: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} لانهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا ويضروا، فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه، بل ينسلخون عن دين الله بذلك، {ولقد علموا} هؤلاء المتعلمون {لمن اشتراه} بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه {ما له في الآخرة من خلاق} أي من نصيب في ثواب الجنة، ثم قال عز وجل: {ولبئس ما شروا به انفسهم} ورهنوها بالعذاب {لو كانوا يعلمون} انهم قد باعوا الاخرة وتركوا نصيبهم من الجنة لأن المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون ان لا رسول ولا اله ولا بعث ولا نشور، فقال: {ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الاخرة من خلاق} لانهم يعتقدون ان لا آخرة، فهم يعتقدون انها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وان كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها، ثم قال: {ولبئس ما شروا به انفسهم} بالعذاب إذ باعوا الاخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدائم انفسهم، {لو كانوا يعلمون} انهم قد باعوا انفسهم بالعذاب، ولكن لا يعلمون ذلك، لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا، عذبهم على اعتقادهم الباطل، وجحدهم الحق<([12])

 

الآية (105)- قال تعالى: { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}  

[274] 1- روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده عن حماد بن عثمان عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر بن محمد ‘ في قوله تعالى: {الله يختص برحمته من يشاء} قال: >المختص بالرحمة نبي الله ووصيه صلوات الله عليهما، إن الله خلق مائة رحمة، تسعة وتسعون رحمة عنده مذخورة لمحمد ’ وعلي × وعترتهما، ورحمة واحدة مبسوطة على سائر الموجودين<([13])

 

الآية (106)- قال تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}

[275] 1- عن عمر بن يزيد قال: >سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} فقال: كذبوا ما هكذا هي، إذا كان ينسى وينسخها أو يأت بمثلها لم ينسخها، قلت: هكذا قال الله، قال: ليس هكذا قال تبارك وتعالى، قلت: فكيف قال؟ قال: ليس فيها ألف ولا واو، قال: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها} يقول: ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله<([14])  

 

الآية (107)- قال تعالى: { ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير}

[276] 1- محمد بن جعفر البرسي قال: حدثنا محمد بن يحيى الارمني، قال: حدثنا محمد بن سنان السناني، عن المفضل بن عمر، عن محمد بن اسماعيل، عن أبى زينب قال: >شكى رجل من إخواننا إلى أبى عبد الله الصادق × وجع المثانة، قال: فقال له عوذة بهذه الآيات، إذا نمت ثلاثا وإذا انتبهت مرة واحدة، فانه لا تحسس به بعد ذلك: {ألم تعلم ان الله على كل شيء قدير* الم تعلم أن الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} قال الرجل ففعلت ذلك فما أحسست بعد ذلك بوجع<([15])

 

الآية (109)- قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير}

[277] 1- محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن بعض أصحابنا، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله × قال: >لما حضرت  الحسن بن علي ‘ الوفاة، قال: يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد ^؟ فقال: الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني، قال: ادع لي محمد بن علي، فأتيته فلما دخلت عليه، قال: هل حدث إلا خير؟ قلت: أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله، فلم يسوه وخرج معي يعدو، فلما قام بين يديه سلم، فقال له الحسن بن علي ‘: اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيى به الاموات، ويموت به الاحياء، كونوا أوعية العلم، ومصابيح الهدى، فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض، أما علمت أن الله جعل ولد إبراهيم × أئمة، وفضل بعضهم على بعض، وآتى داود × زبورا، وقد علمت بما استأثر به محمدا ’ يا محمد بن علي إني أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين، فقال الله عز وجل: {كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق} ولم يجعل الله عز وجل للشيطان عليك سلطانا، يا محمد بن علي ألا اخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟ قال: بلى، قال: سمعت أباك × يقول يوم البصرة: من أحب ان يبرني في الدنيا والآخرة فليبر محمدا ولدي، يا محمد بن علي لو شئت أن اخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لاخبرتك، يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي ‘ بعد وفاة نفسي، ومفارقة روحي جسمي، إمام من بعدي، وعند الله جل اسمه في الكتاب، وراثة من النبي ’ أضافها الله عز وجل له في وراثة أبيه وأمه، فعلم الله أنكم خيرة خلقه، فاصطفى منكم محمدا ’ واختار محمد عليا × واختارني علي × بالامامة واخترت أنا الحسين ×، فقال له محمد بن علي: أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد ’، والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء، ولا تغيره نغمة الرياح، كالكتاب المعجم في الرق المنمنم، أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق، ويد الكاتب، حتى لا يجد قلما، ويؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين، ولا قوة إلا بالله، الحسين أعلمنا علما، و أثقلنا حلما، وأقربنا من رسول الله ’ رحما، كان فقيها قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله في أحد خيرا ما اصطفى محمدا ’، فلما اختار الله محمدا واختار محمد عليا واختارك علي إماما واخترت الحسين، سلمنا ورضينا، من هو بغيره يرضى ومن غيره كنا نسلم به من مشكلات أمرنا<([16]) .

[278] 2- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا علي بن احمد &، قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن اسماعيل بن أبى زياد السكوني قال: قال أبو عبد الله ×: >إنما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار ويبصر ويعمل بالنور ويسمع ويشم بالريح

ويجد طعم الطعام والشراب بالماء ويتحرك بالروح، ولولا ان النار في معدته ما هضمت، أو قال: حطمت الطعام والشراب في جوفه، ولولا الريح ما التهبت نار المعدة، ولا خرج الثقل من بطنه، ولولا الروح ما تحرك، ولا جاء ولا ذهب، ولولا برد الماء لاحرقته نار المعدة، ولولا النور ما بصر ولا عقل، فالطين صورته، والعظم في جسده بمنزلة الشجرة في الارض، والدم في جسده بمنزلة الماء في الارض، ولا قوام للارض إلا بالماء، ولا قوام لجسد الانسان إلا بالدم، والمخ دسم الدم وزبده، فهكذا الانسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الارض، لانه نزل من شأن السماء إلى الدنيا، فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت، ترد شأن الاخرى إلى السماء، فالحياة في الارض، والموت في السماء، وذلك انه يفرق بين الأرواح والجسد، فردت الروح والنور إلى القدرة الاولى، وترك الجسد لانه من شأن الدنيا، وإنما فسد الجسد في الدنيا لان الريح تنشف الماء فييبس فيبقى الطين، فيصير رفاتا ويبلى، ويرجع كل إلى جوهره الاول، وتحركت الروح بالنفس والنفس حركتها من الريح، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل، وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكراء له، فهذه صورة نار، وهذه صورة نور.

والموت رحمة من الله لعباده المؤمنين، ونقمة على الكافرين، ولله عقوبتان:

 أحديهما: أمر الروح

والاخرى: تسليط بعض الناس على بعض.

 فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر، وما كان من تسليط فهو النقمة، وذلك قوله تعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} من الذنوب فما كان من ذنب الروح من ذلك سقم وفقر، وما كان تسليط فهو النقمة، وكان ذلك للمؤمن عقوبة له في الدنيا، وعذاب له فيها، وأما الكافر فنقمته([17]) عليه في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة ولا يكون ذلك إلا بذنب، والذنب من الشهوة، وهى من المؤمن خطأ ونسيان، وان يكون مستكرها وما لا يطيق، وما كان في الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد، وذلك قول الله عز وجل: {كفارا حسدا من عند أنفسهم} <([18]) .

 

الآية (110)- قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير}

[279] 1- عن إسحاق بن عمار قال: >سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} قال: هي الفطرة التي افترض الله على المؤمنين<([19]) .

[280] 2- عن سالم بن مكرم الجمال، عن أبي عبد الله × قال: >أعط الفطرة قبل الصلاة، وهو قول الله: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} والذي يأخذ الفطرة عليه أن يؤدي عن نفسه وعن عياله، وإن لم يعطها حتى ينصرف من صلاته فلا يعد له فطرة<([20])

[281] 3- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله × قال: >قلت له: إن للإيمان درجات ومنازل، يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم، قلت: صفه لي رحمك الله حتى أفهمه، قال: إن الله سبق بين المؤمنين، كما يسبق بين الخيل يوم الرهان، ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه، لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا، ولا مفضول فاضلا، تفاضل لذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا لحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه، ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين وبالابطاء عن الايمان، أخر الله المقصرين لانا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلاة وصوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين، ولكن أبى الله عز وجل أن يدرك آخر درجات الايمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله.

قلت: أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عز وجل: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله}([21]) وقال: {السابقون السابقون* اولئك المقربون}([22]) وقال: {والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}([23]) فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار، ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه بعضهم على بعض فقال عز وجل: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات}([24]) إلى آخر الآية، وقال: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض}([25]) وقال: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا}([26]) وقال: {هم درجات عند الله}([27]) وقال: {ويؤت كل ذي فضل فضله}([28]) وقال: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله}([29]) وقال: {فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة}([30]) وقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا}([31]) وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات}([32]) وقال: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح}([33]) وقال: {وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله}وقال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}([34]) فهذا ذكر درجات الايمان ومنازله عند الله عز وجل<([35])

 

الآية (111- 112)- قال تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين* بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}   

[282] 1- قال أبو محمد الحسن بن علي العسكري ‘: >ذكر عند الصادق × الجدال في الدين وان رسول الله ’ والائمة ^ قد نهوا عنه، فقال الصادق ×: لم ينه عنه مطلقا، ولكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن، أما تسمعون الله يقول: {ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي احسن}([36]) وقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن}([37]) فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين، والجدال بغير التي هي أحسن محرم حرمه الله على شيعتنا، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول: {وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى} وقال الله تعالى: {تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين} فجعل الله علم الصدق والإيمان بالبرهان، وهل يؤتى ببرهان الا بالجدال بالتي هي أحسن<([38]) .

[283] 2- قال الامام الصادق ×: قال أمير المؤمنين ×: >انزل الله {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}([39]) الآية، وكان في هذه الآية رد على ثلاثة أصناف منهم لما قال: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض} فكان ردا على الدهرية الذين قالوا: إن الأشياء لا بدو لها وهي دائمة، ثم قال: {وجعل الظلمات والنور} فكان ردا على الثنوية الذين قالوا: ان النور والظلمة هما مدبران، ثم قال: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} فكان ردا على مشركي العرب الذين قالوا: ان أوثاننا آلهة، ثم نزل الله {قل هو الله احد} إلى آخرها، فكان ردا على من ادعى من دون الله ضدا اوندا.

قال: فقال رسول الله ’ لأصحابه: قولوا {اياك نعبد} أي نعبد واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: ان الاشياء لابدو لها وهي دائمة، ولا كما قالت الثنوية: ان النور والظلمة هما المدبر ان، ولا كما قال مشركو العرب: ان اوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا ولا ندعو من دونك الها، كما يقول هؤلاء الكفار، ولا نقول كما قالت اليهود والنصارى: ان لك ولدا تعاليت عن ذلك، قال: فذلك قوله: {وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى}<([40])

 [284] 3- قال الزيات في طب الائمة: وبهذا الاسناد -  أي أبو عبد الرحمان الكاتب قال حدثنا محمد بن عبد الله الزعفراني عن حماد بن عيسى -  عن حريز السجستاني قال: >حججت فدخلت على أبي عبد الله الصادق × بالمدينة، وإذا بالمعلى بن خنيس & يشكو إليه وجع الفرج، فقال له الصادق ×: انك كشفت عورتك في موضع من المواضع فاعقبك الله هذا الوجع، ولكن عوذه بالعوذة التي عوذ بها أمير المؤمنين × أبا وائلة، ثم لم يعد قال له المعلى: يا بن رسول الله وما العوذة ؟ قل: بعد ان تضع يدك اليسرى عليه وتقول: بسم الله وبالله {بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، ثلاث مرات، فانك تعافى إن شاء الله تعالى<([41])

 

الآية (114)- قال تعالى: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم }

[285] 1- قال أبو عبد الله الصادق ×: >إنهم قريش حين منعوا رسول الله ’ دخول مكة والمسجد الحرام<([42])

 

الآية (115)- قال تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم}

[286] 1- قال جعفر بن محمد بن قولويه: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن احمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، رفع الحديث إلى أبي عبد الله × قال: >دخل حنان بن سدير الصيرفي على أبي عبد الله × وعنده جماعة من أصحابه، فقال: يا حنان بن سدير تزور أبا عبد الله × في كل شهر مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل شهرين مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل سنة مرة؟ قال: لا، قال: ما أجفاكم لسيدكم، فقال: يابن رسول الله قلة الزاد وبعد المسافة، قال: ألا أدلكم على زيارة مقبولة وان بعد النائي، قال: فكيف ازوره يابن رسول الله؟ قال: اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت، والبس اطهر ثيابك واصعد إلى اعلا موضع في دارك أو الصحراء، واستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين ان القبر هناك، يقول الله تبارك وتعالى: {أينما تولوا فثم وجه الله} ....<([43]) .

[287] 2- قال الشيخ الصدوق&: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور &، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله × قال: >سألته عن الرجل يقرأ السجدة وهو على ظهر دابته، قال: يسجد حيث توجهت به، فان رسول الله ’ كان يصلى على ناقته وهو مستقبل المدينة، يقول الله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} <([44]) .

[288] 3- عن زرارة قال: >قلت لأبي عبد الله ×: الصلاة في السفر في السفينة والمحمل سواء؟ قال: النافلة كلها سواء تؤمي إيماء أينما توجهت دابتك وسفينتك، والفريضة تنزل لها عن المحمل إلى الأرض إلا من خوف، فان خفت أو مأت، وأما السفينة فصل فيها قائما وتوخ القبلة بجهدك، فإن نوحا × قد صلى الفريضة فيها قائما متوجها إلى القبلة وهي مطبقة عليهم، قال: قلت: وما كان علمه بالقبلة فيتوجهها وهي مطبقة عليهم؟ قال: كان جبرئيل × يقومه نحوها، قال: قلت: فأتوجه نحوها في كل تكبيرة؟ قال: أما في النافلة فلا، إنما تكبر على غير القبلة الله أكبر، ثم قال: كل ذلك قبلة للمتنفل، {أينما تولوا فثم وجه الله}<([45]) .

[289] 4- عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘ في قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} إنها ليست بمنسوخة، وأنها مخصوصة بالنوافل في حال السفر<([46]) .

[290] 5- قال الشيخ الطوسي &: روي عن الصادق × أنه قال: >هذا في النوافل خاصة في حال السفر، فأما الفرائض فلابد فيها من استقبال القبلة على كل حال<([47]) .

 

الآية (116)- قال تعالى: {وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون}

[291] 1- قال الشيخ الصدوق &: أبي &، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله × قال: >لم يخلق الله عز وجل شجرة إلا ولها ثمرة تؤكل، فلما قال الناس: {اتخذ الله ولدا} اذهب نصف ثمرها، فلما اتخذوا مع الله الها شاك الشجر<([48]) .

[292] 2- أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن سليمان مولى طربال، عن هشام الجواليقي قال: >سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {سبحان الله} ما يعني به ؟ قال تنزيهه<([49]) .

 

الآية (117)- قال تعالى: {بديع السماوات والارض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}

[293] 1- قال الشيخ الصدوق &: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان قال: قال أبو عبد الله ×: >لما صعد موسى × إلى الطور فناجى ربه عز وجل قال: يا رب أرني خزائنك، قال: يا موسى، إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون}<([50])

 

الآية (119)- قال تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم}

[294] 1- عن محمد بن حمران عن أبى عبد الله × قال: >إن الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين، فجعل خيرته في أحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في إحدى الأثلاث، ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشم، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبد المطلب عبد الله، واختار من عبد الله محمدا رسول الله ’، فكان أطيب الناس ولادة وأطهرها، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا، وأنزل عليه الكتاب، فليس من شيء إلا في الكتاب تبيانه<([51])



[1] - آل عمران / 183 .

[2] - تفسير العياشي ج1 ص51 الحديث72 .

[3] - المحاسن ج1 ص261 الحديث319، تفسير العياشي ج1 ص45 الحديث52، وتقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (63).

[4] - تفسير العياشي ج1 ص45 الحديث54، وتقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (63).

[5] - تفسير القمي ج1 ص246، تفسير الصافي ج2 ص250، وتقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (63).

[6] - المحاسن ج1 ص235 الحديث198، كمال الدين وتمام النعمة ص231 الحديث32 .

[7] - كمال الدين وتمام النعمة ص232 الحديث37 .

[8] - تفسير الامام العسكري عليه السلام ص471- 476 الحديث304، تفسير الصافي ج1 ص170- 171، تفسير البرهان ج1 ص294 الحديث1 .

[9] - الاحتجاج ج2 ص82، تفسير الصافي ج1 ص171 .

[10] - دعائم الاسلام ج2 ص482 الحديث1725 .

[11] - هذا الاسم الموصول غير موجود في نسخة العيون، إلا أنه موجود في نسخة الوسائل ج12 ص106 الحديث4 الذي نقل الحديث عن العيون، وهو الاصح.

[12] - عيون أخبار الرضا ج2 ص241 الحديث1، تفسير الصافي ج1 ص172 .

[13] - البحار ج24 ص61 الحديث44،

[14] - البحار ج4 ص116 الحديث43، تفسير العياشي ج1 ص56 الحديث78، تفسير نور الثقلين ج1 ص115 الحديث312، تفسير البرهان ج1 ص304 الحديث3 .

[15] - طب الائمة ص30، البحار ج92 ص105 الحديث1 .

[16] - الكافي ج1 ص300 الحديث2 .

[17] - في نسخة البحار ج58 ص295 الحديث6 هكذا أثبته العلامة المجلسي (فنقمة)  والظاهر هي الاصح والاوفق بالسياق.

[18] - علل الشرائع ج1 ص107 الحديث5 .

[19] - الوسائل ج6 ص222 الحديث11، تفسير العياشي ج1 ص42 الحديث32، تفسير البرهان ج1 ص205 الحديث3، وتقدم ذكر هذا الحديث في ذيل الاية (43) .

[20] - الوسائل ج6 ص247 الحديث8، تفسير العياشي ج1 ص43 الحديث36، وتقدم ذكر هذا الحديث في ذيل الاية (43) .

[21] - الحديد /21 .

[22] - الواقعة / 10- 11 .

[23] - التوبة / 100 .

[24] - البقرة / 253 .

[25] - الاسراء / 55 .

[26] - الاسراء / 21 .

[27] - آل عمران / 163 .

[28] - هود / 3 .

[29] - التوبة / 20 .

[30] - النساء / 95- 96 .

[31] - الحديد / 10 .

[32] - المجادلة / 11 .

[33] - التوبة / 120 .

[34] - الزلزلة / 7- 8 .

[35] - الكافي ج2 ص40 الحديث1، قال المصنف: (وترى كامله في للايات 20- 24 من سورة الحديد، فراجع هداك الله تعالى) ولكننا رأينا ذكر الحديث هنا بكامله أوفق، ولا يضر تكراره في موضع آخر.

[36] - العنكبوت / 46 .

[37] - النحل / 125 .

[38] - الاحتجاج ج1 ص14، البحار ج2 ص125 الحديث2، تفسير الامام العسكري ص527 الحديث322، تفسير نور الثقلين ج1 ص116 الحديث314، تفسير البرهان ج1 ص308 الحديث1

[39] - الانعام / 1 .         

[40] - الاحتجاج ج1 ص24، تفسير الامام العسكري ص542 الحديث324، تفسير نور الثقلين ج1 ص116 الحديث313، تفسير البرهان ج1 ص309 .

[41] - طب الائمة ص31 .

[42] - مستدرك سفينة البحار ج7 ص30، تفسير نور الثقلين ج1 ص117 الحديث316، تفسير الصافي ج1 ص181، تفسير البرهان ج1 ص314 الحديث2

[43] - كامل الزيارات ص483 الحديث739/7 . 

[44] - علل الشرائع ج2 ص358 الحديث1، الوسائل ج4 ص887 الحديث7860/ 1، ورواه العياشي في تفسيره ج1 ص57 الحديث82 عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام من دون توسط الحلبي بينهما، تفسير البرهان ج1 ص314 الحديث4، تفسير نور الثقلين ج1 ص117 الحديث320 .

[45] - الوسائل ج3 ص236 الحديث17، تفسير العياشي ج1 ص56 الحديث81، تفسير البرهان ج1 ص315 الحديث6 .

[46] - الوسائل ج3 ص242 الحديث18، تفسير مجمع البيان ج1 ص423 ،

[47] - النهاية للطوسي ص64، الوسائل ج3 ص242 الحديث19،

[48] - علل الشرائع ج2 ص573 الحديث1، البحار ج63 ص112 الحديث3، تفسير نور الثقلين ج1 ص119 الحديث327 .

[49] - الكافي ج1 ص118 الحديث11، تفسير البرهان ج1 ص315 الحديث1 .

[50] - امالي الصدوق ص601 الحديث833/ 4، توحيد الصدوق ص133 الحديث17 .

[51] - تفسير العياشي ج1 ص6 الحديث12 .