العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها

من اية 61 الى 90

الآية (80)- قال تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الارض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين}

 [3549]1- عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله × قال : >لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا، وكان أكبرهم: {لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} قال : ورجع إلى يوسف يكلمه في أخيه فكلمه حتى  ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا ، وكان إذا غضب قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم قال : وكان بين يدي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب ، وكان الصبي يلعب بها ، قال : فأخذها يوسف ، من الصبى فدحرجها نحو يهودا ، قال وحبا الصبي نحو يهودا ، ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم ، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا فقال يهودا : ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال : فعند ذلك قال لهم يوسف: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}<

 وفى رواية هشام بن سالم عنه قال : >لما أخذ يوسف أخاه اجتمع عليه اخوته فقالوا له : خذ أحدنا مكانه وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون : خذ أحدنا مكانه ، قال : فلما أن ابى عليهم وأخرجوا من عنده ، قال لهم يهودا : قد علمتم ما فعلتم بيوسف {فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} ، قال فرجعوا إلى ابيهم وتخلف يهودا قال : فدخل على يوسف فكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه ، وغضب وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا يزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب ، قال : فكان بين يدى يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يدي الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال : فذهب غضبه ، قال : فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ، ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم فلما رأى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها ، فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه ، قال : فقال يهودا : ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلث مرات<([1])

[3550]2- عن هشام بن الحكم قال : >اجتمع ابن ابي العوجاء ، وابو شاكر الديصاني الزنديق ، وعبد الملك البصري ، وابن المقفع ، عند بيت الله الحرام ، يستهزؤن بالحاج ويطعنون بالقرآن، فقال ابن ابي العوجا : تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن ، وميعادنا من قابل في هذا الموضع ، نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله ، فان في نقض القرآن ابطال نبوة محمد ، وفي ابطال نبوته ابطال الاسلام ، واثبات ما نحن فيه ، فاتفقوا على ذلك وافترقوا ، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام ، فقال ابن ابي العوجاء : اما انا فمفكر منذ افترقنا في هذه الاية : {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا}([2]) فما اقدر ان اضم إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئا ، فشغلتني هذه الاية عن التفكر في ما سواها، فقال عبد الملك : وانا منذر فارقتكم مفكر في هذه الاية {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب}([3]) ولم اقدر على الاتيان بمثلها، فقال أبو شاكر : وانا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية : {لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا}([4]) لم اقدر على الاتيان بمثلها، فقال ابن المقفع : يا قوم ان هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر ، وانا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية : {وقيل يا أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين} لم ابلغ غاية المعرفة بها ، ولم أقدر على الاتيان بمثلها، قال هشام بن الحكم : فبينما هم في ذلك ، إذ مر بهم جعفر بن محمد الصادق × فقال : {قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}([5]) فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كان للاسلام حقيقة لما انتهت امر وصية محمد الا إلى جعفر بن محمد ، والله ما رأيناه قط الا هبناه واقشعرت جلودنا لهيبته ، ثم تفرقوا مقرين بالعجز<([6])

 

الآية (82)- قال تعالى: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون}

[3551]1- محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني عن الرضا × عن أبيه عن جده جعفر ^ قال : >دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له : أنت فلان ؟ وسماه باسمه ، قال : نعم، قال : أنت الذي تفسر القرآن ؟ قال : نعم ، قال : فكيف تفسر هذه الآية : {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}([7]) قال : هذه بين مكة ومنى ، فقال له أبو عبد الله ×: أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع ؟ قال : نعم ، قال : فموضع يقول الله : أمنٌ يكون فيه خوف وقطع؟ قال : فما هو ؟ قال : ذاك نحن أهل البيت ، قد سماكم الله ناسا ، وسمانا قرى قال : جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله أن القرى رجال ، فقال أبو عبد الله ×: أليس الله تعالى يقول : {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} فللجدران والحيطان السؤال أم للناس ؟ وقال تعالى : {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا}([8]) فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان ؟<([9])

 

الآية (83)- قال تعالى: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم}

[3552]1- عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: >قلت لابي عبد الله × ما الصبر الجميل؟ قال: ذاك صبر ليس فيه شكوى الى الناس ان ابراهيم بعث يعقوب الى راهب من الرهبان والى عابد من العباد في حاجة فلما رأه الراهب حسبه ابراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال مرحبا بك يا خليل الرحمن فقال يعقوب لست بإبراهيم لكنى يعقوب ا بن اسحاق بن ابراهيم فقال له الراهب: فلماذا بلغ بك ما أرى من الكبر قال الهم والحزن والسقم فما جاوز عتبة الباب حتى اوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني الى العباد فخر ساجدا على عتبة الباب يقول: ربى لا اعود ، فأوحى الله إليه انى قد غفرتها لك تعودن لمثلها فما شكى مما اصاب من نوائب الدنيا الا قال { انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم الله ما لا تعلمون}<([10])

[3553]2- عن مقرن عن ابى عبد الله × في خبر طويل ذكر فيه خطاب يعقوب لعزيز مصر في رسالته قال فيه: >... واني قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابني ، و{عسى الله ان يأتيني بهم جميعا}، قال : فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء<([11])

 

الآية (84- 85)- قال تعالى: {وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}

[3554]1- قال علي بن ابراهيم القمي: >وسئل أبو عبد الله ×: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى باولادها وقال إن يعقوب لم يعرف الاسترجاع ومن هنا قال: (وا اسفا على يوسف)<([12])

 

الآية (85- 86)- قال تعالى: {قالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين* قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون}

[3555]1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد ابن الحسن الصفار قال : حدثني العباس بن معروف ، عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبد الله × قال : >البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ، وعلي بن الحسين ^، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية ، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل له : {تالله تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين} وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له : إما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار ، وإما أن تبكي النهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحد منهما ، أما فاطمة فبكت على رسول الله ’ حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما علي ابن الحسين فبكى على الحسين × عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن {تكون من الهالكين} ، قال : {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون} إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة<([13]) .

[3556]2- عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله × قال : >قال له بعض اصحابنا : ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال : حزن سبعين ثكلى حرى<([14])

[3557]3- قال محمد بن مسعود العياشي: وبهذا الاسناد عنه -  أي عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله × -  قال : >قيل له : كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد اخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه ؟ فقال : انه نسى ذلك<([15])

[3558]4- عن اسمعيل بن جابر عن ابى عبد الله × قال : >ان يعقوب أتى ملكا بناحيتهم يسأله الحاجة ، فقال له الملك : أنت ابراهيم ؟ قال : لا ، قال : وانت اسحق بن ابراهيم ؟ قال : لا ، قال : فمن انت ؟ قال : انا يعقوب بن اسحق قال : فما بلغ بك ما ارى من حداثة السن قال : الحزن على ابني يوسف قال : لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ ، فقال : انا معشر الانبياء اسرع شيء البلاء إلينا ثم الامثل فالامثل من الناس ، فقضى حاجته فلما جاوز [صغير] بابه هبط عليه جبرئيل فقال له : يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك : شكوتني إلى الناس فعفر وجهه في التراب وقال : يا رب زلة اقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا ، ثم عاد إليه جبرئيل فقال : يا يعقوب ارفع رأسك ان ربك يقرئك السلام ويقول لك : قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي ، فما رؤى ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى اتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط فقال: {انما اشكو بثي و حزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون}<([16])

[3559]5- الفضيل بن يسار قال : >سمعت أبا عبد الله × يقول : {انما اشكو بثي وحزني إلى الله} منصوبة<([17])

[3560]6- قال جعفر بن محمد بن قولويه حدثني ابي & وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب ، عن ابي داود المسترق ، عن بعض أصحابنا ، عن ابي عبد الله × قال : >بكى علي بن الحسين على ابيه الحسين بن علي ‘ عشرين سنة أو أربعين سنة ، وما وضع بين يديه طعاما الا بكى على الحسين ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف عليك ان {تكون من الهالكين} ، قال : {انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله مالا تعلمون} ، اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة لذلك<([18])

[3561]7- قال الامام الصادق ×: >الحزن من شعار العارفين لكثرة مواردات الغيب على سرائرهم وطول مباهاتهم تحت ستر الكبرياء والمحزون ظاهره قبض وباطنه بسط يعيش مع الخلق عيش المرضى ومع الله عيش القربى والمحزون غير المتفكر لأن المتفكر متكلف والمحزون مطبوع والحزن يبدو من الباطن والتفكر يبدو من رؤية المحدثات وبينهما فرق قال الله تعالى في قصه يعقوب ×: {انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم ما لا تعلمون} فبسبب ما تحت الحزن علم خص به من الله دون العالمين قيل لربيع بن خيثم ما لك محزون قال لاني مطلوب ويمين الحزن الانكسار وشماله الصمت والحزن يختص به العارفون لله والتفكر يشترك فيه الخاص والعام ولو حجب الحزن عن قلوب العارفين ساعة لاستغاثوا ولو وضع في قلوب غيرهم لاستنكروه فالحزن اول ثانيه الامن والبشارة والتفكر ثان اوله تصحيح الايمان بالله والافتقار الى الله عز وجل بطلب النجاة والحزين متفكر والمتفكر معتبر ولكل واحد منهما حال وعلم وطريق وحلم وشرف<([19])

[3562]8- عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: >قلت لابي عبد الله × ما الصبر الجميل؟ قال: ذاك صبر ليس فيه شكوى الى الناس ان ابراهيم بعث يعقوب الى راهب من الرهبان والى عابد من العباد في حاجة فلما رأه الراهب حسبه ابراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال مرحبا بك يا خليل الرحمن فقال يعقوب لست بإبراهيم لكنى يعقوب ا بن اسحاق بن ابراهيم فقال له الراهب: فلماذا بلغ بك ما أرى من الكبر قال الهم والحزن والسقم فما جاوز عتبة الباب حتى اوحى الله إليه يا يعقوب شكوتني الى العباد فخر ساجدا على عتبة الباب يقول: ربى لا اعود ، فأوحى الله إليه انى قد غفرتها لك تعودن لمثلها فما شكى مما اصاب من نوائب الدنيا الا قال { انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم الله ما لا تعلمون}<([20])

[3563]9- الشيخ الصدوق حدثنا محمد بن على ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن اورمة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسن الواسطي ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله × قال : >قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه ، فلما فرغ قال له يوسف : أين منزلك ؟ قال له : بموضع كذا وكذا : فقال له : فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد : يا يعقوب، يا يعقوب، فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم ، فقل له : لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك : إن وديعتك عند الله عز وجل لن تضيع ، قال : فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه : احفظوا على الابل ثم نادي : يا يعقوب، يا يعقوب، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل فقال له الرجل : أنت يعقوب ؟ قال : نعم فأبلغه ما قال له يوسف قال : فسقط مغشيا عليه ، ثم أفاق فقال : يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عز وجل ؟ فقال له : نعم إني رجل كثير المال ولي ابنة عم ليس يولد لي منها وأحب أن تدعو الله أن ير زقني ولدا ، قال : فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عز وجل ، فرزق أربعة أبطن أو قال ستة أبطن في كل بطن اثنان، فكان يعقوب × يعلم أن يوسف × حي لم يمت وأن الله تعالى ذكره سيظهره له بعد غيبته وكان يقول لبنيه: {إني أعلم من الله ما لا تعلمون} وكان أهله وأقرباؤه يفندونه على ذكره ليوسف حتى أنه لما وجد ريح يوسف قال : {إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم * فلما أن جاء البشير} وهو يهودا ابنه وألقى قميص يوسف {على وجهه فارتد بصيرا * قال ألم أقل لكم إنى أعلم من الله مالا تعلمون}<([21])

 

الآية (87)- قال تعالى: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}

[3564]1- قال الشيخ الصدوق: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال حدثنا احمد بن أبي عبد الله ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال حدثنى أبو جعفر محمد بن علي الرضا × قال : حدثنى أبي الرضا علي بن موسى × قال: >سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر × يقول دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد الله × فلما سلم وجلس عنده تلا هذه الآية قوله تعالى : {الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش}([22]) ثم أمسك عنه فقال له أبو عبد الله × ما اسكتك؟ قال: أحب ان أعرف الكبائر من كتاب الله، فقال: نعم، يا عمرو أكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، وبعده الاياس من روح الله لان الله تعالى يقول : {ولا تيأسوا من روح الله انه لا بيأس من روح الله إلا القوم الكافرون}<([23])

[3565]2- قال الشيخ الصدوق: وقال الصادق × : >إن يعقوب × قال لملك الموت : أخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ قال : بل متفرقة قال : فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الارواح ؟ قال : لا ، فعند ذلك قال لبنيه : {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه}<([24]) .

 

الآية (88- 90)- قال تعالى: {فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين* قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون* قالوا أئنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}

[3566]1- قال الشيخ الطبرسي: وفي كتاب النبوة بالاسناد عن الحسن بن محبوب ، عن أبي إسماعيل الفراء ، عن طربال ، عن أبي عبد الله ×: >في خبر طويل : إن يعقوب كتب إلى يوسف:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى عزيز مصر ، ومظهر العدل ، وموفي الكيل ، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ، صاحب نمرود الذي جمع له النار ليحرقه بها ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ، وأنجاه منها . أخبرك أيها العزيز : إنا أهل بيت ، لم يزل البلاء إلينا سريعا من الله ، ليبلونا عند السراء والضراء ، وإن المصائب تتابعت علي عشرين سنة ، أولها أنه كان لي ابن سميته يوسف ، وكان سروري من بين ولدي ، وقرة عيني ، وثمرة فؤادي ، وأن اخوته من غير أمه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب ، فبعثته معهم بكرة ، فجاؤني عشاء يبكون ، {وجاءوا على قميصه بدم كذب} ، وزعموا أن الذئب أكله، فاشتد لفقده حزني ، وكثر عن فراقه بكائي ، حتى ابيضت عيناي من الحزن ، وإنه كان له أخ ، وكنت به معجبا ، وكان لي أنيسا ، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري ، فسكن بعد ما أجد في صدري ، وان اخوته ذكروا لي أنك سألتهم عنه ، وأمرتهم أن يأتوك به ، فإن لم يأتوك به منعتهم الميرة ، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا ، فرجعوا إلي ، وليس هو معهم ، وذكروا أنه سرق مكيال الملك ، ونحن أهل بيت لا نسرق ، وقد حبسته عني وفجعتني به ، وقد اشتد لفراقه حزني ، حتى تقوس لذلك ظهري ، وعظمت به مصيبتي ، مع مصائب تتابعت علي فمن علي بتخلية سبيله ، وإطلاقه من حبسك ، وطيب لنا القمح ، واسمح لنا في السعر ، وأوف لنا الكيل ، وعجل سراح آل إبراهيم، قال فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك ، وقالو : {يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} إلى آخر الآية، وتصدق علينا بأخينا ابن يامين ، وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره ، يسألك تخلية سبيله ، فمن به علينا، فأخذ يوسف كتاب يعقوب ، وقبله ووضعه على عينيه ، وبكى وانتحب حتى بلت دموعه القميص الذي عليه ، ثم أقبل عليهم و {قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه} ومعناه أنه قال لهم : هل علمتم ما فعلتم بيوسف من إذلاله ، وإبعاده عن أبيه ، وإلقائه في البئر ، والإجتماع على قتله ، وبيعه بثمن وكس ، وما فعلتم بأخيه من إفراده عن يوسف ، والتفريق بينهما ، حتى صار ذليلا فيما بينكم ، لا يكلمكم إلا كما يكلم الذليل العزيز ؟ وإنما لم يذكر أباه يعقوب مع عظم ما دخل عليه من الغم لفراقه ، تعظيما له ، ورفعا من قدره ، وعلما أن ذلك كان بلاء له ، ليزداد به علو الدرجة ، ورفعة المنزلة عند الله تعالى<([25]) .

[3567]2- عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله ×: >في قول الله: {واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} قال لهذه الاية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من عبد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير ، وما اشترط فيه على المؤمنين وقال : {انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} يعنى كل ذنب عمله العبد وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه ، وقد قال في ذلك تبارك وتعالى يحكى قول يوسف لاخوته: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ أنتم جاهلون}([26]) فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله<([27])

[3568]3- عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله × قال : >لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا، وكان أكبرهم: {لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} قال : ورجع إلى يوسف يكلمه في أخيه فكلمه حتى  ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا ، وكان إذا غضب قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم قال : وكان بين يدي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب ، وكان الصبي يلعب بها ، قال : فأخذها يوسف ، من الصبى فدحرجها نحو يهودا ، قال وحبا الصبي نحو يهودا ، ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم ، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا فقال يهودا : ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال : فعند ذلك قال لهم يوسف: {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون}<([28])

[3569]4- عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيوب ، عن سدير قال : >سمعت أبا عبد الله × يقول : إن في القائم سنة من يوسف × قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟ فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الامة ، أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم : {أنا يوسف} فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عز وجل - في وقت من الاوقات - يريد أن يستر حجته ؟ لقد كان يوسف × إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم ، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : {هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ انتم جاهلون* قالوا أءنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي}<([29])



([1]) – تفسير العياشي ج2 ص186 الحديث56 ، تفسير الصافي ج3 ص37 ، تفسير البرهان ج4 ص201 الحديث16 و17.

([2]) – يوسف /80 .

([3]) – الحج / 73.

([4]) – الانبياء/ 22.

([5]) – الاسراء / 88.

([6]) – الاحتجاج ج2 ص142 ، اقول: تقدمت الاشارة الى هذه الرواية في ذيل الاية (36- 49) من سورة هود. .

([7]) – سبأ/ 18.

([8]) – الاسراء / 58.

([9]) – البحار ج24 ص234 الحديث3، تاويل الايات لشرف الدين ج2 ص471 الحديث1، وقريب منها رواه الطبرسي في (الاتحجاج ج2 ص41) عن ابي حمزة عن الامام زين العابدين عليه السلام.

([10]) – سعد السعود ص120 ، البحار ج68 ص93 الحديث47، اقول: وقد رواها البحراني في (تفسير البرهان ج4 ص209 الحديث2) عن الامام الباقر عليه السلام.

([11]) - تفسير العياشي ج2 ص195 الحديث78، اقول: هذه الرواية تقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (20) من هذه السورة.

([12]) – تفسير القمي ج1 ص350 ، تفسير مجمع البيان ج5 ص444 ، تفسير الصافي ج3 ص38 .

([13]) – الخصال ص272 الحديث15، أمالي الصدوق ص204 الحديث221/5، مناقب ال ابي طالب ج3 ص303 ، تفسير العياشي ج2 ص188 الحديث60 ، تفسير الصافي ج3 ص39.

([14]) - تفسير العياشي ج2 ص188 الحديث58، تفسير البرهان ج4 ص212 الحديث7.

([15]) - تفسير العياشي ج2 ص188 الحديث59، اقول: النسيان مخالف للعصمة التي يتحلى بها الانبياء عليهم السلام، وعليه فهذه الرواية محل تأمل، فقد تكون صدرت تقية، وأما وجه حزن يعقوب: فهو وان علم انه يوسف عليه السلام حيا وسيعود اليه ولكن نفس الفراق الذي حصل بينهما يكفي للحزن على يوسف.

([16]) - تفسير العياشي ج2 ص189 الحديث61، تفسير البرهان ج4 ص213 الحديث10.

([17]) - تفسير العياشي ج2 ص189 الحديث63، تفسير البرهان ج4 ص213 الحديث11.

([18]) – كامل الزيارات ص213 الحديث306/1، مستدرك الوسائل ج2 ص466 الحديث2479/18.

([19]) – مصباح الشريعة ص187 .

([20]) – سعد السعود ص120 ، اقول : هذه الرواية تقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (83) من هذه السورة .

([21]) – كمال الدين وتمام النعمة ص141 الحديث9 ، البحار ج12 ص285 الحديث69، تفسير البرهان ج4 ص209 الحديث3، تفسير نور الثقلين ج2 ص465 الحديث195.

([22]) – النجم / 32 .

([23]) – علل الشرائع ج2 ص391 الحديث1، اقول: وتقدمت الاشارة الى بعض مقاطع هذه الرواية في تفسير بعض السور المتقدمة.

([24]) – كمال الدين وتمام النعمة ص144 .

([25]) – تفسير مجمع البيان ج5 ص450 .

([26]) – يوسف / 89 .

([27]) – تفسير العياشي ج1 ص228 الحديث62،اقول : هذه الرواية تقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (17- 18) من سورة النساء.

([28]) – تفسير العياشي ج2 ص186 الحديث56 ، اقول: هذه الرواية تقدمت الاشارة اليها في ذيل الاية (80) من هذه السورة.

([29]) – التبصرة والامامة ص121 الحديث117 ، علل الشرائع ج1 ص244 الحديث3، كمال الدين وتمام النعمة ص144 الحديث11، الكافي ج1 ص336 الحديث4.