عزیزي القاريء

لا یفوتني في هذه الفرصة أن أقدم لاعزائي طلبة الحوزات الدینیة ما یكن لهم قلبي من حب واخلاص وشعور خدمة، وقد سهرت اللیالي وواصلت  العمل مجداً في الایام كي أتمكن من خدمة الحوزة العلمیة المقدسة، فبعنایة الله تعالی وبركات سیدي ومولاي الامام المنتظر روحي له الفداء تمكنت بقدر استطاعتي من خدمة وجیزة بكتابة بعض الشيء مثل مخطط الارث، ومحاضرات في اصول الدین، ولباب معالم الدین، وغیر ذلك (وما بین أیدیكم) فانها خدمة متواضعة یرجی من المولی قبولها.

وأنت أیها الطالب الفاضل، نعلم بطموحك وجدك ومواصلتك وارادتك الوصول إلی أعلی مراتب العلم والاجتهاد إن شاء الله تعالی، لذا یمكن أن یخطر ببالك أنّ الدروس قصار وتأخذ الكثیر من الوقت، لكن:

اعلم إن كانت الدروس قصار فالایام طوال، ولا تنس (قلیل قر، خیر من كثر فر) و(ان العلم نور یقذفه الله في قلب من یشاء) ومعلوم أنّه تعالی لم یشأ أن یقذف العلم الا في قلب من أخلص بكله له.

فعلیك بالاخلاص في دراستك وتدریسك وكل اعمالك، فانه الروح للصالحات، بل لولاه لما صدرت. وتذكر مطالعة المقصد الاول من (لباب معالم الدین) حتّی تتوق نفسك إلی ما یصلح، وعلیك بمراعاة ما یرتبه الاساتذة الكرام من الدرس والدراسة والتدریس، فخبرویتهم تكفي لحاكمیتهم.

والله سبحانه أسأل أن یأخذ بأیدینا جمیعاً ویسدد خطانا، أنّه ولي حمید.

وختاماً: أقدم شكري مخلصاً لسیدتي فاطمة المعصومة حیث أنّي منذ سكنت في جوارها وفقت اكثر من ذي قبل، وذلكم من ألطافها علی اللائذین بضریحها صلوات الله وسلامه علیها وعلی آبائها الطیبین الطاهرین.

                                                              علي العلوي

قم المشرفة 1397 هـ