الشكر (شكر الوالدين )

من الواجب على كلّ ذي لبّ شكر المنعم ، وقد أوجبه العقل والنقل .

أمّا العقل : لا شکّ ولا ريب أنّه يحكم بوجوب الشكر عند إسدال النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه ، والظلم قبيح عقلا.

وأمّا النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة ما يدلّ على وجوب شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ، وأنّ من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ، ثمّ من يستحقّ الشكر بعد الله سبحانه وتعالى أكثر من الوالدين ، فإنّهما السبب الظاهري في وجود الإنسان ، وأيّ نعمة هي أولى وأكبر وأفضل من نعمة الوجود، وكان الإنسان معدمآ لولا اقتضاء حكمة الله عزّ وجلّ جعل الأبوين جزء علّة إيجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل تعزّز وتقدّس : (أنِ آشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْکَ إلَيَّ المَصِيرُ)[1] .

1 ـ حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه  2، قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن 
أبي عبد الله البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن أبيه ، عن أبيالحسن الرضا  7، قال : إنّ الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون بها ثلاثة اُخرى  : أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلّى ولم يزکّ لم تقبل منه صلاة ، وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمر باتّقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتّق الله عزّ وجلّ ...[2] .