تكلّف الآباء بالنسبة للأبناء وبالعكس

ما ترک الله سبحانه وتعالى فائدةً إلّا وأخبر، بل وأمر بها الناس أن يتّخذوه منهجآ لحياتهم ، كي يعيشوا براحةٍ وطمأنينة ، وليس هناک حكم إلّا وله ثواب أو عقاب ، وهو القائل عزّ من قائل : (أحَسِبَ النَّاسُ أنْ يُـتْرَكُوا)[1] . إذآ لم يترک

الخالق عباده ، ولم يفوّض إليهم الأمر، كما أنّه لا يجبرهم على عمل ، غير أنّه بيّن الخير بعد خلقه وأمر به ، وبيّن الشرّ بعد خلقه ونهى عنه ، وهذا هو ما يسمّى بالتكليف ، فالكلّ مشتركون بالتكليف ، سواءً الآباء والاُمّهات والأولاد، الشريف والوضيع ، والمولى والعبد، والكلّ سواسية أمام التكليف ، بمعنى أنّ لكلّ منهم تكليفآ معيّنآ لا يجوز له أن يحيد عنه قيد شعرة ، فلا يجرى أحدٌ عن أحدٍ، ولا يغني أحدٌ أحدآ، والأمر كلّه لله.

1 ـ (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أمْوَالُـكُمْ وَلا أوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَـفْعَلْ ذَلِکَ فَاُوْلَئِکَ هُمُ الخَاسِرُونَ )[2] .

2 ـ (يَا أيُّهَا النَّاسُ آتَّقُوا رَبَّكُمْ وَآخْشَوْا يَوْمآ لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئآ إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ)[3] .

3 ـ (وَلا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإيَّاكُمْ إنَّ قَـتْلَهُمْ كَانَ خِطْئآ كَبِيرآ)[4] .