العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ الإهداء
■ التمهيد
■ الأولاد والسعادة
■ العزيز في كلّ مكان
■ السعادة والنعمة
■ عمارة الدنيا
■ حرث الدنيا البنون
■ العون والعضادة
■ الولد نعمة
■ كفران النعمة
■ الولد ريحانة
■ الاُنس بالولد
■ المقوّم
■ البشائر
■ شراكة الشيطان
■ قانون الوراثة
■ تأثير المأكولات في الأولاد
■ تسمية الأولاد
■ الكنية من الأدب
■ عند الولادة
■ وليمة المولود
■ التهنئة بالولد
■ شباهة الولد
■ الولد الصالح
■ الأدب والتعليم والتربية
■ التصابي
■ إعالة الأولاد
■ موجبات الرحمة على الوالد
■ توابع المرء
■ التمتّع بالولد بعد الموت
■ كمال الأدب مع الوالدين
■ أفضل الأعمال للولد
■ الإطاعة (إطاعة الوالدين )
■ جزاء الوالد
■ الدافع إلى الجنّة برّ الوالدين
■ الخلود
■ الجنّة
■ النار
■ الجُنّة من النار
■ سخط الله ورضاه
■ رضا الله ورضا الوالدين
■ حقّ الوالدين
■ الشكر (شكر الوالدين )
■ جند العقل
■ البرّ والبارّ
■ الإشفاق
■ النفقة على الوالد
■ البرّ بالاُمّ
■ رضا الاُمّ وسخطها
■ معنى العاقّ والعقوق
■ عاقّ الوالدين
■ درجات العقوق
■ عقّ الأولاد
■ حيّان أو ميّتان
■ الدعاء (دعوة الوالدين )
■ حقّ الولد على الوالد
■ الفريضة (برّ الآباء)
■ العبادة
■ أحبّ الأبناء
■ تعدّد الآباء
■ نصيحة الوالد لولده
■ وصايا الآباء للأبناء
■ نصح الأبناء للاباء
■ الرعاية
■ الأقوال
■ تكلّف الآباء بالنسبة للأبناء وبالعكس
■ العناية والإعانة والرعاية
■ نغص العيش
■ المصائب
■ الفقدان
■ التعزية
■ الاحتساب
■ السلطة المالية
■ إرث الوالدين
■ الإرث للولد
■ إرث الاُنثى
■ نهى الله عن المحارم
■ نكاح المرأة ذات الأولاد
■ الفرار من الولد
■ اللعن
■ الممقوت
■ الفتنة
■ الوأد
■ الاجتناب عن ولد الزنا
■ لا يولد المؤمن بزنا
■ المضرّ
■ لا ضرار ولا ضرار
■ الهرب بعد الطلب
■ أولاد إبليس
■ الذلّ
■ الكبائر
■ الجبن
■ سنن عبد المطّلب
■ ذبح الولد
■ متفرّقات
■ ختامه مسک
■ دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لأبويه
■ دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لوُلده
■ التوكّل في العمل لا في البطالة والكسل
■ أجهل الناس بالله
■ بين عطف الوالد والولد
■ الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي ١
■ مولده وحياته العائلية
■ حياته العلميّة والعمليّة
■ حياته السياسية والثوريّة
■ حياته الاجتماعية والأخلاقية
■ نسبه إلى الإمام السجّاد ٧
■ المصادر

وصايا الآباء للأبناء

وصايا الآباء للأبناء

 

 

من حقّ الولد على الوالد أن يوصيه بما ينفعه ويرشده ويؤدّبه ، كي لا يكون عضوآ فاسدآ في المجتمع ، وعالة وكلّاً عليه ، ولكي يكون بعده أحد الثلاثة الذين يخلف بهم المرء وهو الولد الصالح ، ولو صلح الولد لكان عاملا مهمّآ في جلب الرحمة لوالديه بعد الموت ، وهذا هو المطلوب .

 

1 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ، احذر خصلة واحدة تسلم ، واتبع خصلة واحدة تغنم : لا تدخل مداخل السوء تتّهم ، واشكر تدم لک النعم ، واعلم أنّ العزّ في خصلة واحدة ، وهي طاعة الله، والذلّ في خصلة واحدة ، وهي معصية الله، والغنى في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم الله، والفقر في خصلة واحدة ، وهي استقلال نعم الله. والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ، ويتميّزون بشيء واحد وهو العلم ، ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ، ويسودون بشيء واحد وهو الحلم ، فعليک يا بني في دينک بشيء واحد وهو الازدياد، وفي دنياک بشيء واحد وهو الاقتصاد[1] .

 



 

2 ـ قال لقمان لابنه : يا بني ، أنهاک عن شيئين : عن الكسل والضجر، فإنّک إذا كسلت لم تؤدِّ حقّآ، وإذا ضجرت لم تصبر على حقّ[2] .

 

 

3 ـ أوصى حكيم ولده ، فقال : يا بني ، إن أردت الخلاص فعليک بشيئين  : لاتضع ما عندک إلّا في حقّه ، ولا تأخذ ما ليس لک إلّا بحقّه . تحصّن يا بني من الساعي عليک بشيئين : بالمداراة وحسن المعاشرة ، فإنّک لا تعدم أحد شيئين : إمّا صداقة تحدث بينكما تؤمنک شرّه ، وإمّا فرصة تظفرک به[3] .

 

 

4 ـ وصيّة اُخرى : يا بني احفظ عنّي ثلاثة : وَقّرْ أباک تطل أيامک ، وقّر اُمّک ترى لبنيک بنينآ، ولا تحد النظر إلى والديک فتعقّهما[4] .

 

 

5 ـ واعلم يا بني : إنّ الأيام ثلاثة : أمس ، يوم ماضي كأن لم يكن ، وغد، يوم منتظر كأن قد أتى ، واليوم ، مقيم بغنيمة إلّا كآيس لتزود الخيرات ، وتقطعه الفجرة بالأماني ، مع أنّها ليست أيام ولكنّها ساعات ، وليست ساعات ولكنّها أوقات أقلّ من ارتداد الطرف[5] .

 

 

6 ـ واعلم أنّ الناس في الدنيا بين ثلاثة أحوال حسنات وسيّئات ولذّات ، 
وفي الآخرة بين ثلاثة أحوال درجات ودركات ومحاسبات ، فمن عمل في الدنيا

بالحسنات نال في الآخرة الدرجات ، ومن ترک في الدنيا السيئات نجى في الآخرة من الدركات ، ومن هجر في الدنيا اللذّات خلص في الآخرة من المحاسبات ...[6] .

 

 

7 ـ واعلم يا بُني ، إنّ أنصف الناس من جمع ثلاثآ: تواضعآ في رفعة ، وزهدآ عن قدرة ، وإنصافآ عن قوّة . وعليک بالقنوع ، ففيه ثلاث خصال : صيانة النفس ، وعزّ القدر، وطرح مؤن الاستكبار. ولا تضع المعروف إلى ثلاثة : اللئيم فإنّه بمنزلة السبخة ، والفاحش فإنّه يرى أنّ الذي صنعت إليه إنّما هو مخافة الفحشة ، والأحمق فإنّه لا يعرف ما أسديت إليه ...[7] .

 

 

8 ـ واعلم أنّ الشكر ثلاث منازل : هو لمن فوقک بالطاعة ، ولنظيرک بالمكافأة ، ولمن دونک بالإفضال ...[8] .

 

 

9 ـ لا تطلب حاجتک يا بُني من ثلاثة : لا من كذّاب ، فإنّه يقرّبها بالقول ويباعدها بالعمل ، ولا من أحمق فإنّه يريد أن ينفعک فيضرّک ، ولا ممّن له أكلة من جهة رجل فإنّه يؤثر أكلته على حاجتک ...[9] .

 



 

10 ـ إيّاک يا بني والكذب ، فإنّ المرء لا يكذب إلّا من ثلاثة أشياء: إمّا لمهانة نفسه ، أو لسخافة رأيه ، أو لغلبة جهله ...[10] .

 

 

11 ـ واحذر مشاورة ثلاثة : الجاهل ، والحاسد، وصاحب الهوى ...[11] .

 

 

12 ـ واعلم أنّ ثلاثة أفضل ما كان لا غناء بهم عن ثلاثة : أحزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعفّ ما تكون المرأة لا غنى بها عن الزوج ، وأوفر ما تكون الدابّة لا غنى بها عن السوط ...[12] .

 

 

13 ـ ثلاث هنّ للكافر مثل ما هنّ للمسلم : من استشارک فانصح له ، ومن ائتمنک على أمانة فأدّها إليه ، ومن كان بينک وبينه رحم فصلها...[13] .

 

 

14 ـ قال  7 عند وفاته لولده الحسن  7: يا بني احفظ عنّي أربعآ، قال  7: وما هنّ يا أبتي ؟ قال : اعلم أنّ أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، وأكرم الحسب حسن الخلق ...[14] .

 



 

15 ـ أوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترک أربعة . فقال  : وما هنّ ؟ فقال : خذ حسن الحديث إذا حدّثت ، وحسن الاستماع إذا حدّثت ، وأيسر المؤونة إذا خولفت ، وبحسن البشر إذا لقيت . واترک محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ، ومماراة السفيه ، ومصاحبة الماقت .

واحذر أربع خصال فثمرتهن أربع مكروهات : اللجاجة والعجلة والعجب والشره ، فأمّا اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأمّا العجلة فثمرتها الحيرة ، وأمّا العجب فثمرته البغضة ، وأمّا الشره فثمرته الفقر.

وكن من أربعة على حذر: من الكريم إذا أهنته ، ومن العاقل إذا أهجته ، ومن الأحمق إذا مازحته ، ومن الفاجر إذا صاحبته .

واحتفظ من أربع نفسک تأمن ما ينزل بغيرک : العجلة ، واللجاج ، والعجب ، والتواني .

واعلم أنّه من اُعطي أربعة لم يمنع أربعآ: من اُعطي الشكر لم يحرم المزيد، ومن اُعطي التوبة لم يحرم القبول ، ومن اُعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة ، ومن اُعطي المشورة لم يمنع الصواب ...[15] .

 

 

16 ـ يا بنيّ، توقّ خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل الاقتدار، والتثبّط مع سقوط الأعذار، وإذاعة السرّ قبل التمام ، والاستعانة بالحسدة وأهل الفساد، والعمل بالهوى وميل الطباع ...[16] .

 



 

17 ـ قال لقمان : يا بني ، أحثّک على ستّ خصال ليس منها خصلة إلّا تقرّبک إلى رضوان الله تعالى وتباعدک من سخطه  :

الأوّلة : أن تعبد الله لا تشرک به شيئآ.

الثانية : الرضا بقدر الله تعالى فيما أحببت أو كرهت .

والثالثة : تحبّ في الله وتبغض في الله.

والرابعة : تحبّ للناس ما تحبّ لنفسک .

والخامسة : كظم الغيظ والإحسان إلى من أساء إليک .

والسادسة : ترک الهوى ومخالفة الردى ...[17] .

 

 

18 ـ ستّة تحتاج إلى ستّة أشياء: حسن الظنّ يحتاج إلى القبول ، والحسب يحتاج إلى الأدب ، والسرور يحتاج إلى الأمن ، والقرابة تحتاج إلى الصداقة ، والشرف يحتاج إلى التواضع ، والنجدة تحتاج إلى الجدّ...[18] .

 

 

19 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ، اعلم أنّ أصعب ما على الإنسان ستّة أشياء: أن يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سرّه ، ويهجر هواه ، ويخالف شهوته ، ويمسک عن القول فيما لا يعنيه ...[19] .

 



 

20 ـ ستّ خصال لا يطيقها إلّا من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزيّة العظيمة ، وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة ، ومداومة كتمان السرّ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار...[20] .

 

 

21 ـ واعلم أنّ النبل في ستّة أشياء: مؤاخاة الأكفاء، ومداراة الأعداء، والحذر من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرّع الغصّة ، ومعالجة الفرصة ...[21] .

 

 

22 ـ واعلم أنّ السخيّ من كانت فيه ستّ خصال : أن يكون مسرورآ ببذله ، متبرّعآ بعطائه ، لا يتبعه منّآ ولا أذى ، ولا يطلب عليه عوضآ عن دنيا، يرى أنّه لما فعله مؤدّ له فرضآ، ويعتقد أنّ الذي يقبل عطاءه قاضٍ له حقّآ...[22] .

 

 

23 ـ فأمّا حقّ النعمة عليک فتشتمل على ستّ خصال : المعرفة بها، وذكر مايناسى منها عندک ، ومعرفة موليها، وأن ينسبها إليه ، وأن يحسن لباسها، وأن يقابل مسديها بالشكر عليها...[23] .

 

 

24 ـ واُوصيک يا ولدي بستّ خصال فيها تمام العلم ونظام الأدب  :


الاُولى : ألّا تنازع من فوقک .

والثانية : أن لا تتعاطى ما لا تنال .

الثالثة : أن لا تقول ما لا تعلم .

الرابعة : أن لا يخالف لسانک ما في قلبک .

الخامسة : أن لا يخالف قولک فعلک .

السادسة : أن لا تدع الأمر إذا أقبل وأن لا تطلبه إذا أدبر...[24] .

 

 

25 ـ واحذر العجلة ، فإنّ العرب كانت تسمّيها اُمّ الندامات ، وذلک أنّ فيها ستّ خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل أن يفهم ، ويعزم قبل أن يفكّر، ويقطع قبل أن يقدر، ويحمد قبل أن يجرّب ، ويذمّ قبل أن يحمد. وهذه الخلال لا تكون في أحد إلّا صحب الندامة وعُدم السلامة ...[25] .

 

 

26 ـ واعلم أنّ ستّة أشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الأصدقاء، والمشي في الخضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ، وحمر الأيام ...[26] .

 

 

27 ـ وستّة أشياء من مات فيها فهو قاتل نفسه : من أكل طعامآ قد أكله مرارآ فلم يوافقه ، ومن أكل طعامآ فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرئ 
ما أكل ، ومن رأى بعض أخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلک دلائل فلم يستدركها بالأدوية المسكنة ، وإن أطال حبس الحاجة إذا هاجت به ، ومن أقام بالمكان الوحش وحده ...
[27] .

 

 

28 ـ واعلم أنّ من رضي بستّة أشياء صفت له دنياه وصحّ له دينه : من رضى ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم الله له من رزقه ، وما يقضيه الله عليه إن آلمه وخالف أمله ...[28] .

 

 

باب ذكر ما جاء في سبعة

 

29 ـ أوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنّه لا خير في سبعة إلّا بسبعة  : لا خير في قول إلّا بفعل ، ولا في منظر إلّا بمخبره ، ولا في ملک إلّا بجودٍ، ولا في صداقة إلّا بوفاء، ولا في فقه إلّا بورع ، ولا في عمل إلّا بنيّة ، ولا في حياة إلّا بصحّة وأمن ...[29] .

 

 

30 ـ واعلم أنّ سبعة أشياء تؤدّي إلى فساد العقل : الكفاية التامة ، والتعظيم ، والشرف ، وإهمال الفكر، والأنفة في التعليم ، وشرب الخمر، وملازمة النساء، ومخالطة الجهّال ...[30] .

 



 

31 ـ وسبعة أشياء ـيا ولدي ـ لا تحسن بک أن تهملهنّ : زوجتک ما وافقتک ، ومعيشتک ما كفتک ، ودارک ما وسعتک ، وثيابک ما سترتک ، ودابّتک ماحملتک ، وصاحبک ما أنصفک ، وجليسک ما فهم عنک ...[31] .

 

 

32 ـ وليس صديقک صديقک إلّا في سبعة أشياء: في أهلک ، وولدک ، وعلّتک ، ونكبتک ، وغيبتک ، وقلّتک ، وبعد وفاتک ...[32] .

 

 

33 ـ أوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعدل في المنطق من ملامة الجلساء، وبالرويّة في القول من الخطأ، وبحسن اللفظ من البذاء، وبالإنصاف من الاعتداء، وبلين الكنف من الجفاء، وبالتودّد من ضغائن الأعداء، وبالمقاربة من الاستطالة ، إلى آخره ...[33] .

 

 

34 ـ واعلم أنّ من كان منه ثمانية كان له من الله ثمانية : من اتّقى الله تعالى وقاه ، ومن توكّل عليه كفاه ، ومن أقرضه وفاه ، ومن سأله أعطاه ، ومن عمل بمايرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن أنفق في سبيله جازاه ، ـالأخيرة لا توجد في الأصل ـ...[34] .

 



 

35 ـ وثمانية أشياء لا تنفع إلّا بثمانية : لا العقل إلّا بالورع ، ولا الحفظ إلّا بالعمل ، ولا شدّة البطش إلّا بقوّة القلب ، ولا الجمال إلّا بالحلاوة ، ولا السرور إلّا بالأمن ، ولا الحسب إلّا بالأدب ، ولا الحفظ إلّا بالكفاية ، ولا المروّة إلّا بالتواضع ...[35] .

 

 

36 ـ أوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنّ العجب لتسعة أشياء : لمن عرف الله تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز، ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ، ولمن صرف جميع همّته إلى عمارة الدنيا مع علمه بفراقه لها، ولمن عرف الآخرة وخرب مستقرّه منها مع علمه بانتقاله إليها، ولمن جرّ في ميدان أمله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ، ولمنغفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنّه لا يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا عيشه وهو لا يدري إلى ما يصير أمره ...[36] .

 

 

37 ـ يا بني ، عليک بتسع خلال تسد في الناس وهو: العلم ، والأدب ، والفقه ، والعفّة ، والأمانة ، والوقار، والحزم ، والحياء، والكرم ـوهي عشرة من الأصل ـ...[37] .

 



 

38 ـ يا بني ، صِن تسعة بتسعة : صِن عقلک بالعلم ، وجهلک بالحلم ، ودينک بمخالفة الهوى ، ومروّتک بالعفاف ، وعرضک بالكرم ، ومنزلتک بالتواضع ، ومعيشتک بحسن التكسّب ، ونهضتک بترک العجب ، ونعم الله تعالى عليک بالشكر...[38] .

 

 

39 ـ واعلم يا بني أنّ الحكماء ما ذمّوا شيئآ ذمّهم لتسع : الكذب ، والغضب ، والجزع ، والحسد، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، وسوء الخلق ، والجهل .

ولا مدحوا شيئآ مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر، والرضا بالقسم ، والوفاء، والكرم والتأيد، وحسن الخلق ، والعلم ...[39] .

 

 

40 ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة ، فإنّ الرأي منهم عازب : البخيل ، والجبان ، والحريص ، والحسود، وذي الهوى ، والكثير القعود مع النساء، ومعلّم الصبيان ، والمبتلى بامرأة سليطة ، نقصت واحدة وهي من الأصل ...[40] .

 

 

41 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ، اُوصيک بعشرة : لا تستكثر من عيب ، فإنّه من أكثر من شيء عرف به ، ولا تأسف على إثم ، فإنّه شيء وقيته واقلل ممّا يشين ، تزدد ممّا يزين ، ومخاطبة السفلة فإنّهم يفرون ولا يشكون ، تعاب 
باستصحابهم ، ولا تحمد على اصطناعهم ، ولا تتجاوز بالاُمور حدودها، وإذا أنكرت أمرک فأمسک ، وجانب هواک فإنّه أضرّ ما اتّبعت ، واعمل بالحقّ فإنّه لا يضيق معه شيء ولا ينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتک لک أشدّ من أنفسهم لک ...
[41] .

 

 

42 ـ واحفظ عنّي عشرة : اعلم أنّ الصدق قوّة ، والكذب عجز، والسرّ أمانة ، والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، والصمت زين ، والشحّ فقر، والسخاء غنى ...[42] .

 

 

43 ـ وفي (الاختصاص ) عن مولانا الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام  : عن أمير المؤمنين عليه صلوات الله، في وصيّة لابنه محمّد بن الحنفية : واعلم أنّ اللسان كلب عقور، إن حليته عقر، وربّ كلمة سلبت نعمة . فاخزن لسانک كما تخزن ذهبک وورقک ...[43] .

 

 

44 ـ حدّثنا أبي  2، قال : حدّثنا سعيد بن عبد الله، قال : حدّثني القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، قال : حدّثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله  7، قال : قال لقمان لابنه : يا بني ، لكلّ شيء علامة يعرف بها، ويشهد عليها.


وأنّ للدين ثلاث علامات : العلم ، والإيمان ، والعمل به .

وللإيمان ثلاث علامات : الإيمان بالله، وكتبه ، ورسله .

وللعالم ثلاث علامات : العلم بالله، وبما يحبّ ، وبما يكره .

وللعامل ثلاث علامات : الصلاة ، والصيام ، والزكاة .

وللمتكلّف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويقول ما لا يعلم ، ويتعاطا في ما لا ينال .

وللظالم ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين الظَلَمة .

وللمنافق ثلاث علامات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله ، وعلانيته سريرته .

وللاثم ثلاث علامات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول .

وللمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان الناس عنده ، ويتعرّض في كلّ أمر للمحمدة .

وللحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب ، ويتملّق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة .

وللمسرف ثلاث علامات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ما ليس له .

وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتّى يفرط ، ويفرط حتّى يضيع ، ويضيع حتّى يأثم .

وللغافل ثلاث علامات : السهو، واللهو، والنسيان .

قال حمّاد بن عيسى : قال أبو عبد الله  7: ولكلّ واحدة من هذه 
العلامات شعب ، يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب ، وألف باب ، وألف باب . فكن يا حمّاد طالبآ للعلم في آناء الليل وأطراف النهار، فإن أردت أن تقرّ عينک ، وتنال خير الدنيا والآخرة ، فاقطع الطمع ممّا في أيدي الناس ، وعد نفسک في الموتى ، ولا تحدثن نفسک أنّک فوق أحد من الناس ، واخزن لسانک كما تخزن مالک ...
[44] .

 

 

45 ـ حدّثنا أبي  2، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، قال : حدّثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله  7، قال  : قال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام : كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له : يا بني ، ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيّته في طلب الرزق ، إنّ الله تبارک وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة . إنّ الله تبارک وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، أمّا أوّل ذلک فإنّه كان في رحم اُمّه يرزقه هناک في قرار مكين ، حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد، ثمّ أخرجه من ذلک وأجرى له رزقآ من لبن اُمّه ، يكفيه به ويربّيه وينعشه من غير حول به ولا قوّة ، ثمّ فطم من ذلک ، فأجرى له رزقآ من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما، لا يملكان غير ذلک ، حتّى أنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة ، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظنّ الظنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة إقتار رزق ، وسوء ظنّ ، ويقين بالخلف من الله تبارک وتعالى في العاجل والآجل ، فبئس العبد هذا يا بنيّ...[45] .

 



[1] ()  معدن الجواهر: 29، باب ذكر ما جاء في اثنين .

[2] ()  معدن الجواهر: 37.

[3] ()  معدن الجواهر: 37.

[4] ()  معدن الجواهر: 37، باب ذكر ما جاء في ثلاثة .

[5] ()  نفس المصدر.

[6] ()  نفس المصدر.

[7] ()  نفس المصدر.

[8] ()  نفس المصدر.

[9] ()  نفس المصدر.

[10] ()  نفس المصدر.

[11] ()  معدن الجواهر: 38.

[12] ()  معدن الجواهر: 42.

[13] ()  معدن الجواهر: 45.

[14] ()  معدن الجواهر: 52.

[15] ()  معدن الجواهر: 55.

[16] ()  معدن الجواهر: 55.

[17] ()  نفس المصدر.

[18] ()  نفس المصدر.

[19] ()  نفس المصدر.

[20] ()  نفس المصدر.

[21] ()  نفس المصدر.

[22] ()  نفس المصدر.

[23] ()  نفس المصدر.

[24] ()  نفس المصدر.

[25] ()  نفس المصدر.

[26] ()  معدن الجواهر: 57.

[27] ()  معدن الجواهر: 60، باب ذكر ما جاء في سبعة .

[28] ()  نفس المصدر: 61.

[29] ()  نفس المصدر.

[30] ()  نفس المصدر.

[31] ()  معدن الجواهر: 65، باب ذكر ما جاء في ثمانية .

[32] ()  نفس المصدر.

[33] ()  نفس المصدر.

[34] ()  معدن الجواهر: 69، باب ما جاء في تسعة .

[35] ()  نفس المصدر.

[36] ()  نفس المصدر.

[37] ()  نفس المصدر.

[38] ()  معدن الجواهر: 69، باب ذكر ما جاء في تسعة .

[39] ()  معدن الجواهر: 72، باب العشرة .

[40] ()  معدن الجواهر: 72، باب ذكر ما جاء في عشرة .

[41] ()  ذرايع البيان : 9، المقالة الثانية .

[42] ()  الخصال : 96، باب الثلاثة ، الحديث 113.

[43] ()  الخصال : 96، باب الثلاثة ، الحديث 114.

[44] ()  مريم : 42.

[45] ()  مريم : 43.