إرث الاُنثى

إنّ الإنسان يورّث ، والتوريث له أفراد متنوّعة ، فبعض يورث العلم والأدب ، وبعض يورث الشرّ في الورثة كما رأيناه باُمّ أعيننا في زماننا هذا، فإنّه قبل أعوام مات أحدهم وأوصى ابنه الأكبر بأنّه يبتعد عن العلماء فإنّهم يتحيّلون عليه وعلى إخوته ويأخذون بعض أموالهم باسم الحقوق الشرعيّة ، وهو مات ولم يؤدّ فلسآ واحدآ لهؤلاء، هكذا زرع التبغض والتباعد في قلوب أولاده بالنسبة للعلماء ولأهل الدين ، ولكنّ ربّک بالمرصاد، فما مضت الليالي والأيام إلّا وقضى على ولده الأكبر بالسرطان وتشتّت الباقون هداهم الله تعالى . أمّا بالنسبة لتوريث المال فقد حدّد الله تعالى للذكور والإناث ، كلّ حسب ما تقتضيه المصلحة العامّة والخاصّة .

1 ـ قال عزّ من قائل : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَکَ الوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَکَ الوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أوْ كَثُرَ نَصِيبآ مَفْرُوضآ)[1] .

2 ـ وقال تبارک وتعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ فَإنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَکَ وَإنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَکَ إنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أبَوَاهُ فَلاُمِّهِ الثُّلُثُ فَإنْ كَانَ لَهُ إخْوَةٌ فَلاُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أوْ دَيْنٍ آبَاوُكُمْ وَأبْنَاوُكُمْ لا تَدْرُونَ أيُّهُمْ أقْرَبُ لَكُمْ نَفْعآ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمآ حَكِيمآ)[2] .