■ التمهيد
■ الأولاد والسعادة
■ العزيز في كلّ مكان
■ السعادة والنعمة
■ عمارة الدنيا
■ حرث الدنيا البنون
■ العون والعضادة
■ الولد نعمة
■ كفران النعمة
■ الولد ريحانة
■ الاُنس بالولد
■ المقوّم
■ البشائر
■ شراكة الشيطان
■ قانون الوراثة
■ تأثير المأكولات في الأولاد
■ تسمية الأولاد
■ الكنية من الأدب
■ عند الولادة
■ وليمة المولود
■ التهنئة بالولد
■ شباهة الولد
■ الولد الصالح
■ الأدب والتعليم والتربية
■ التصابي
■ إعالة الأولاد
■ موجبات الرحمة على الوالد
■ توابع المرء
■ التمتّع بالولد بعد الموت
■ كمال الأدب مع الوالدين
■ أفضل الأعمال للولد
■ الإطاعة (إطاعة الوالدين )
■ جزاء الوالد
■ الدافع إلى الجنّة برّ الوالدين
■ الخلود
■ الجنّة
■ النار
■ الجُنّة من النار
■ سخط الله ورضاه
■ رضا الله ورضا الوالدين
■ حقّ الوالدين
■ الشكر (شكر الوالدين )
■ جند العقل
■ البرّ والبارّ
■ الإشفاق
■ النفقة على الوالد
■ البرّ بالاُمّ
■ رضا الاُمّ وسخطها
■ معنى العاقّ والعقوق
■ عاقّ الوالدين
■ درجات العقوق
■ عقّ الأولاد
■ حيّان أو ميّتان
■ الدعاء (دعوة الوالدين )
■ حقّ الولد على الوالد
■ الفريضة (برّ الآباء)
■ العبادة
■ أحبّ الأبناء
■ تعدّد الآباء
■ نصيحة الوالد لولده
■ وصايا الآباء للأبناء
■ نصح الأبناء للاباء
■ الرعاية
■ الأقوال
■ تكلّف الآباء بالنسبة للأبناء وبالعكس
■ العناية والإعانة والرعاية
■ نغص العيش
■ المصائب
■ الفقدان
■ التعزية
■ الاحتساب
■ السلطة المالية
■ إرث الوالدين
■ الإرث للولد
■ إرث الاُنثى
■ نهى الله عن المحارم
■ نكاح المرأة ذات الأولاد
■ الفرار من الولد
■ اللعن
■ الممقوت
■ الفتنة
■ الوأد
■ الاجتناب عن ولد الزنا
■ لا يولد المؤمن بزنا
■ المضرّ
■ لا ضرار ولا ضرار
■ الهرب بعد الطلب
■ أولاد إبليس
■ الذلّ
■ الكبائر
■ الجبن
■ سنن عبد المطّلب
■ ذبح الولد
■ متفرّقات
■ ختامه مسک
■ دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لأبويه
■ دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لوُلده
■ التوكّل في العمل لا في البطالة والكسل
■ أجهل الناس بالله
■ بين عطف الوالد والولد
■ الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي ١
■ مولده وحياته العائلية
■ حياته العلميّة والعمليّة
■ حياته السياسية والثوريّة
■ حياته الاجتماعية والأخلاقية
■ نسبه إلى الإمام السجّاد ٧
■ المصادر
- نظام موكب الكاظميه طهران
- محاضرات في اصول الدين
- تفسير الامام الصادق الجزء الثامن
- تفسير الامام الصادق الجزء السابع
- تفسير الامام الصادق جزء السادس
- تفسير الامام الصادق الجزء الخامس
- تفسير الامام الصادق الجزء الرابع
- تفسير الامام الصادق الجزء الثالث
- تفسير الامام الصادق الجزء الثاني
- تفسیر الامام الصادق الجزء الاول
- دروس وحُلول في شرح كفایة الأصول مباحث الألفاظ (الجزء الثاني)
- دروس وحُلول في شرح كفایة الأصول مباحث الألفاظ (الجزء الأوّل)
- دیوان العلوي (ملحمة الطف) الجزء الاول
- لباب معالم الدین للمنتهین والمبتدئین
- ديوان العلوي (مدائح موالید) الجزء الثالث
- الأثر الخالد في الولد والوالد
- الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
- الرافد(الاخلاق والمعارف الاسلامیة)
- الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
ذبح الولد
من العجيب الذي لا يكاد يصدّق ـلولا الإيمان ـ أنّ نبيّآ من اُولي العزم يرى في المنام أنّه يذبح ولده ، ثمّ يقصد تصديق منامه ، وتلّه للجبين ، وناديناه أنّ يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا. وهكذا سيّد قريش عبد المطّلب رضوان الله تعالى عليه ينذر ذبح ولده العاشر وهو عبد الله أبو النبيّ 6، فيفدي بمائة من الإبل كما أفدى إسماعيل بذبح عظيم ، فبهذه وذاک يدفع عنهما الذبح ويبقى الفخر مدى الزمان حتّى يقول رسول الله 9: أنا ابن الذبيحين .
1 ـ حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد سعيد الكوفي ، قال : عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبيه ، قال : سألت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام عن معنى قول النبيّ 6 أنا ابن الذبيحين ، قال 7: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل 7، وعبد الله بن عبد المطلّب . أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر الله به إبراهيم ، فلمّا بلغ معه السعي ، قال : يا بني ، إنّي أرى في المنام إنّي أذبحک ، فانظر ماذا ترى ، قال : يا أبتِ افعل ما تؤمر، ولم يقل له : يا أبتِ افعل ما رأيت ، ستجدني إن شاء الله من
الصابرين ، فلمّا عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم ، بكبش أملح يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد، ويبول ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلک في رياض الجنّة أربعين عامآ، وما خرج من رحم اُنثى ، وإنّما قال الله جلّ وعزّ له كن فكان ليفدي به إسماعيل ، فكلّما يذبح بمنى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة ، فهذا أحد الذبيحين . وأمّا الآخر، فإنّ عبد المطّلب كان تعلّق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عزّ وجلّ أن يرزقه عشرة بنين ، ونذر لله عزّ وجلّ أن يذبح واحدآ منهم متى أجاب الله دعوته ، فلمّا بلغوا عشرة (أولاد) قال : قد وفى الله لي ، فلاُوفينّ لله عزّ وجلّ ، فأدخل ولده الكعبة ، وأسهم بينهم ، فخرج سهم عبد الله أبى رسول الله 6، وكان أحبّ ولده إليه ، ثمّ أجالها ثانية ، فخرج سهم عبد الله، ثمّ أجالها ثالثة ، فخرج سهم عبد الله، فأخذه وحبسه ، وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش وقنّعته من ذلک ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن ، فقالت له ابنته عاتكة : يا أبتاه اعذر فيما بينک وبين الله عزّ وجلّ في قتل ابنک ، قال : فكيف اعذر يا بنيّة فإنّک مباركة ؟ قالت : اعمد إلى تلک السوائم التي لک في الحرم ، فاضرب بالقداح على ابنک وعلى الإبل ، واعطِ ربّک حتّى يرضى ، فبعث عبد المطلب إلى إبله ، فأحضرها وعزل منها عشرآ، وضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله، فما زال يزيد عشرآ عشرآ حتّى بلغت مائة ، فضرب فخرج السهم على الإبل ، فكبّرت قريش تكبيرة ارتجّت لها جبال تهامة ، فقال عبد المطلب : لا، حتّى أضرب بالقداح ثلاث مرّات ، فضرب ثلاثآ، كلّ ذلک يخرج السهم على الإبل ، فلمّا كان في الثالثة ، اجتذبه الزبير وأبو طالب وإخوانه من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خدّه الذي كان على الأرض ، وأقبلوا يرفعونه ، ويقبّلونه ، ويمسحون عنه التراب ، وأمر عبد المطّلب أن تنحر الإبل بالخرورة ،
ولا يمنع أحد منها، وكانت مائة ، وكانت لعبد المطلّب خمس سنن أجراها الله عزّوجلّ في الإسلام : حرّم نساء الآباء على الأبناء، وسنّ الدية في القتل من الإبل ، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ، ووجد كنزآ فأخرج منه الخمس ، وسمّى زمزم كما حفرها سقاية الحاجّ . ولو أنّ عبد المطّلب كان حجّه ، وأنّ عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيه بعزم إبراهيم على نبيّنا وآله وعليه على ذبح ابنه اسماعيل لمّاافتخر النبيّ 6 بالانتساب إليهما لأجل أنّهما الذبيحان ، في قوله 6: أنا ابن الذبيحين ، والعلّة التي من أجلها رفع الله عزّ وجلّ الذبح عن إسماعيل هي العلّة التي من أجلها رفع الذبح عن عبد الله، وهي كون النبيّ 6 والأئمة : في صلبيهما فببركة النبيّ والأئمة : رفع الله الذبح عنهما، فلم تجرِ السنّة في الناس بقتل أولادهم ولولا ذلک لوجب على الناس كلّ أضحى التقرّب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم ، وكلّما يتقرّب الناس به إلى الله عزّ وجلّ من أضحية فهو فداء لإسماعيل إلى يوم القيامة ...[1] .
2 ـ حدّثنا أحمد بن هارون الفاصي ، وجعفر بن محمّد بن مسرور 2، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر بطة ، عن محمّد بن حسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر 7، قال : أوّل من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول الله عزّ وجلّ : (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إذْ يُلْقُونَ أقْلامَهُمْ أيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )[2] ، والسهام ستّة . ثمّ استهموا في يونس
لمّا ركب مع القوم ، فوقفت السفينة في اللجّة ، فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرّات ، قال : فمضى يونس إلى صدر السفينة ، فإذا الحوت فاتح فاه ، فرمى بنفسه . ثمّ كان عبد المطّلب ولد له تسعة فنذر في العاشر، أن يرزقه الله تعالى غلامآ أن يذبحه ، قال 7: فلمّا ولد عبد الله لم يكن يقدر أن يذبحه ورسول الله 6 في صلبه ، فجاء بعشر من الإبل وساهم عليها وعلى عبد الله، فخرج السهام على عبد الله، فزاد عشرآ، فلم يزل السهام يخرج على عبد الله ويزيد عشرآ، فلمّا«لأن » بلغت مائة خرجت السهام على الإبل ، فقال عبد المطّلب : ما أنصفت ربّي ، فأعاد السهام ثلاثآ فخرجت على الإبل ، فقال : الآن علمت أنّ ربّي قد رضي ، فنحرها...[3] .